ميدار.نت - لندن

طرحت مؤسّسة خيرية في بريطانيا فرصة عمل غريبة من نوعها، لم تجد حتى الآن من يشغلها، فهي تبحث عن شاعر مقيم في البلاد مهمته "الاحتفاء" بـ5 من جسور لندن الشهيرة.

وقالت المؤسسة: إنّ الوظيفة تتضمّن الكتابة عن معابر نهر التيمس الرئيسية في العاصمة، وتاريخها، ودورها في حياة سكان لندن اليوم.

الوظيفة متاحة للشعراء أصحاب الأعمال المنشورة من أي نوع، والمقيمين في لندن، والقادرين على السفر بانتظام إلى العاصمة البريطانية لزيارة الجسور الخمسة.

وهذه المرة الأولى في تاريخ مؤسّسة «سيتي بريدج فاونديشن» الممتد لـ900 عام، التي تطلب فيها مثل هذه الوظيفة، والتي ستدوم لعام واحد فقط، وتصفها المؤسّسة بأنها «فريدة من نوعها»، كما أنها مجدية لأن الناجح فيها سينال راتباً يبلغ 10 آلاف جنيه إسترليني.

وأفادت المؤسّسة بتسديد راتب الشاعر من دون أي تكلفة من جانب دافعي الضرائب.

وتتولّى «سيتي بريدج فاونديشن» صيانة 5 من الجسور المؤدّية إلى مدينة لندن؛ هي «تاور»، و«لندن»، و«ساوثوارك»، و«ملينيوم»، و«بلاكفرايرز».

أمر نادر

وأوضح رئيس مجلس إدارتها جايلز شيلسون: «على مدى مئات السنوات، كان لجسورنا دور محوري في قصة لندن خلال أسعد لحظاتها وأحلكها على السواء، ومع ذلك، فإنّ تكريمها من خلال الشِعر هو أمرٌ نادرٌ جداً».

وأضاف: «سيحتفل شاعرنا الجديد بتاريخ الجسور الطويل، وعلاقتها بالمدينة والنهر، ودورها الحيوي في الحياة اليومية لسكان لندن المعاصرين».

بدورها، أعلنت «جمعية الشِعر»، وهي المؤسّسة الوطنية المعنيّة بالشِعر في بريطانيا، عن دعمها للمؤسّسة في بحثها عن شاعر، قائلة إنها ستساعده في إدارة عمله. أما مديرتها جوديث بالمر، فوصفت الوظيفة الفريدة بأنها «فرصة هائلة».

جسور لندن

تكثر الجسور التي تربط بين ضفتي لندن فوق نهر التايمز، ولكنها ليست وليدة أفكار الإنكليز، بل إن الرومان هم الذين بنوا جسر لندن في القرن الثاني عشر ومواده كانت من الخشب. أما الهدف فكان احتلال عاصمة الضباب، وبقي الجسر الوحيد أكثر من خمسة قرون.

ومن أشهر الجسور، جسر لندن وهو شاهد على حقب سياسية مفصلية في بريطانيا، وعلقت عليه مشانق رؤوس الخونة الذين أعدموا عند مدخل الجسر، فضلاً عمن وصفوا بالمتمردين آنذاك، ضد العرش البريطاني.

ويشتهر أيضا جسر البرج (tower bridge) هو أعلى جسور لندن، وأهم معالمها السياحية... بني على نحو متحرك عند مدخل لندن النهري لمنع الغزاة من دخول العاصمة.

وجسر "ويستمنستر" القريب من ساعة "بيغ بين" الشهيرة، والبرلمان البريطاني، الذي يعد من أقدم الجسور في وسط لندن، ويتميز بألوانه المشرقة، وبصوره البانوراميه الرائعة.

أما أكثر الجسور حداثة، فهو جسر "رولينغ" الذي صمم ليكون ممراً للمشاة فوق البحيرات الصغيرة، ويمكن أن يتحول إلى عجلة مستديرة للانتقال إلى أي مكان يحتاج إلى ممر للمشاة.

&nb