لا يكاد يختلف أحد على أن طبيعة النظام الديمقراطي الغربي حولت الحكم بشكل كبير من يد الفرد إلى المؤسسات، ونقلت التنافس الانتخابي من كاريزما الشخص إلى سياسات الحزب الذي ينتمي إليه ووعوده الانتخابية وخطه الاقتصادي والسياسي.
في المقابل، لا بد من أن يتوقف المتابع لواقع القارة العجوز سياسياً، عند ظاهرة تمكّن المرأة الأوروبية، حتى تجاوزها مرحلة التمكين، وتمتع النساء بنفوذ كبير أكثر من أى وقت مضى، وفتح المجال أمامهن للعمل فى مجالات مهمة، ومنحن الحرية الكاملة فى معظم دول العالم، خاصة بعد إثباتهن قدرتهن على المنافسة فى مختلف الاختصاصات.
نماذج سابقة
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعيد صادق، قال إنه لدينا نماذج سابقة أثبتت كفاءات بشكل منقطع النظير كمارغريت تاتشر التي فازت بحرب فوكلاند عام 1982 ضد الأرجنتين، كما فازت بثلاث انتخابات تشريعية.
كما أشار إلى تجربة أنجيلا ميركل التي أصبحت أول امرأة تتولى منصب مستشارة في ألمانيا، وتركت الحكم بقرارها رغم أن نجمها كان لايزال في صعود، منذ أن تولت سدّة الحكم سنة 2005 وكانت تعرف بقوة الشخصية في مواجهة زعماء العالم.
وأشار إلى أنه في عصرنا الحالي هناك سيدات جذبن أنظار العالم كما هو الحال مع رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، التي نالت إشادات دولية ودعما كبيرا من مؤسسات ومنظمات حقوقية ونسوية في تعاملها مع أزمات التطرف وجائحة كورونا وغيره، وفق مغ ذكره لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويبدو أن أوروبا باتت خلال اللحظة الراهنة في قبضة 10 سيدات قياديات وصلت أغلبهن عبر انتخابات الصناديق الشعبية ةاقتراعات الثقة البرلمانية، فضلاً عن أخريات تم تعيينهن لما تتمتعن به من مزايا قيادية وخبرة تخصصية.
وتتنوع مناصب تلك السيدات بين رئيسة دولة ورئيسة وزراء، بل ورئاسة القارة بأكملها من خلال رئيسة المفوضية الأوروبية، فضلاً عن سيطرة على البنك المركزي الأوروبي.
10 بتاء التأنثيث
* أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية
• كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي
• ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا
• إليزابيث بورن رئيسة وزراء فرنسا
• جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا
• إيكاتيريني ساكيلاروبولو أول رئيسة لليونان
• سانا مارين أصغر رئيسة وزراء في العالم (فنلندا)
• ميتي فريديركسن رئيسة وزراء الدانمارك
• كايا كالاس رئيسة وزراء إستونيا
• إنغريدا سيمونيتيه رئيسة وزراء ليتوانيا
ومن المفارقة أن قارة أوروبا تعاني خلال الفترة الحالية سياسياً واقتصادياً ومن ثم اجتماعياً، ما يدعو البعض غلى الغمز بقناة السيدات الحاكمات، والتساؤل عما إذا كان الأمر يرجع إلى ظروف المرحلة الحالية وقسوة التطورات السياسية والاقتصادية؟ أو إذا كانت كلمة السر في هذه الظروف هي المرأة؟
تقرير فيديو لموقع "ميدار.نت" أجاب بشجاعة على هذا التساؤل قائلاً: "على الأرجح.. هي مجرد مصادفة ولكنها تستحق التفكير!".
