بالفيديو.. ما هي المهمة الحقيقية للمنطاد الصيني؟ ومن كسب الجولة؟

Cover

ميدار.نت - واشنطن

أثار إسقاط الجيش الأمريكي المنطاد الصيني، أمس السبت، ارتياحاً عاماً لدى الأوساط الأمريكية الشعبية والرسمية، بعيداً عن ردود الأفعال الرسمية المتمثلة خصوصاً بـ"استياء شديد" من الصين، وقبول ورضا من الكنديين.

 وبين اتهامات واشنطن لـ"المنطاد التجسسي" وتأكيد بكين أنه منطاد مدني ضل طريقه بسبب الرياح، طغت على السطح تساؤلات عن كمية الفائدة التي جنتها الصين فعلاً قبل إسقاطه فيما لو كان تجسسياً بالفعل، لاسيما مع تأخر إسقاطه بضعة أيام لضمان عدم سقوطه فوق مناطق سكنية.

وقال الصحفي الأمريكي ديفيد إغناتيوس، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، إن المناطيد لا يبدو أنها تجمع قدرا أكبر من المعلومات الاستخباراتية مما يمكن أن تجمعه الأقمار الاصطناعية الصينية في مدار أرضي منخفض.

وأضاف: "يمكن أن تحوم البالونات لفترة أطول فوق أهداف معينة، لكن قدرتها على جمع المعلومات لا تختلف اختلافا جذريا عن الأنظمة الأخرى المتاحة للصينيين".

وأكد الفكرة ذاتها مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، حيث قال إن المنطاد يوفر دقة أفضل في صوره، لكن لا يوفر معلومات أوفى مقارنة مع الأقمار الاصطناعية.

كما أشار إلى عدم وجود أدلة حول الأخبار الرائجة عن نثر البالون ينثر تجسس صغيرة، مثل الميكرودرونات القادرة على مراقبة أهداف سرية.

في المقابل، قد تكون الولايات المتحدة الأكثر استفادة من المنطاد الصيني، خاصة وأن سقوطه في المحيط الأطلسي كان "سليما إلى حد كبير"، كما ذكر المسؤول.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: "إذا نجح البنتاغون في استعادة المعلومات الاستخباراتية التي جمعها البالون، فسيكون ذلك مفيدا".

وأرد: "كما ينبغي أن يوفر المنطاد فرصة جيدة لفحص أنظمة الاستخبارات والاتصالات الصينية"، وبالتالي، من وجهة نظر استخباراتية، يعتقد مسؤولو البنتاغون أن رحلة المنطاد التي استغرقت أسبوعا ستكون "في النهاية أكثر فائدة للولايات المتحدة من الصين".

 

لغز المنطاد

حتى الآن، لا يعرف مسؤولو المخابرات الأميركية الدافع وراء إطلاق الصينيين هذا المنطاد في هذا الوقت بالتحديد.

وفي هذا الصدد، ذكر إغناتيوس أن الاحتمال الأكثر ترجيحا هو احتمال أن يكون الجيش الصيني أو العناصر المتشددة داخل القيادة قد سعوا عمدا إلى تخريب زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين، وهو ما حدث في نهاية المطاف.

وأضاف: "كما قد تكون العملية عبارة عن محاولة صينية لتأكيد قوتها في وقت لم تكن فيه الأمور تسير جيدا بالنسبة لبكين، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي والاحتجاجات الأخيرة وسوء إدارة جائحة فيروس كورونا".

وختم بالقول: "الاحتمال الأخير هو أن المنطاد كان مجرد عملية خاطئة - وهو أمر ممكن في أي عملية استخباراتية أو عسكرية".