باحثة تغير مهمة مسحراتي رمضان.. لن يقتصر على إيقاظ النائمين فقط

Cover

ميدار.نت - بيروت

من وحي أجواء شهر رمضان المبارك وطقوسه، ابتكرت عالِمة التربية الدكتورة بشرى قدورة شخصية "مبارك"، وهو طبال السحور (المسحراتي)، وجعلته رمزاً للمساواة بين الأولاد الذين يتطلعّون إلى رموز الفرح والبهجة.

وأوضحت مستشارة الطفولة المبكرة في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومستشارة اليونسكو في مجال الطفولة المبكرة، أنها أجرت بحوثاً، فلم تجد رمزاً يثير اهتمام الأولاد حتى عمر 9 سنوات، فهم لا يستطيعون أن يصوموا في هذا العمر، والأهل في اشغالهم أو نائمين في رمضان، ولا يوجد لدى الأولاد خيار آخر سوى انتظار العيد.

لهذا أرادت تقديم "الطبّال" كأداة تربوية توضح للصغار معاني الصيام بأسلوب شيّق، يجمع بين الصورة والحكاية .

وتتابع قدورة: "عبر التاريخ وجدت أن الأطفال من ديانات وبلدان أخرى لديها رموز تحفّزها على التعاون والتضامن في المناسبات، أجريت بحوثاً حول الموضوع، وتنبّهت إلى أنه لدينا في الإسلام شخصية اسمها "الطبّال".

 وتتابع: "قررت إحياء هذا الرمز الآتي من تراثنا، وجعل رسالته الأساسية المساواة ونبذ التعصّب، فهو يمنح الأطفال شعوراً بأنهم متساوين مع الآخرين، وتسمح للأطفال من ديانات أخرى أن ينظروا إلى الأطفال المسلمين على أنهم مثلهم، لديهم أعيادهم ورموزهم وطقوسهم".

 

خيمة للأطفال

ولتنفيذ المشروع حاولت قدورة تقديم أجواء يجتمع فيها الأطفال في خيمة يزورها الطبّال طيلة رمضان، حاملاً الهدايا والحلوى، ينادي الأطفال بأسمائهم، ويلتقط الصور معهم.

وكانت البداية مع الأولاد المرضى في مستشفى "سانت جود"، ثم توسّعوا وأصبحت الخيمة في أماكن عدّة في لبنان ودبي، يستمع فيها الأطفال للحكايات التي تحمل عِبراً وقيماً أخلاقية، وينفّذون أشغالاً يدوية ورسومات وغيرها.

وعن تفاعل الأطفال مع الحدث قالت قدورة: "كان مبارك "الطبال" بالنسبة إليهم "نجم" رمضان، ينتظرونه، يكتبون له الرسائل، يطلبون منه الهدايا، ويلتقطون الصور معه".

 

واخترت الباحثة مظهراً للطبال جامعاً، هو عبارة عن عباية بيضاء وزرقاء، وطربوش تقليدي، كما طبعت قصّتين من تأليفها حول رمضان، ذهبت عائداتهم إلى الأطفال المهجرين.

وأكدت قدورة: "نحتاج في عصرنا الحالي إلى مهارات جديدة، وإلى تفكير نقدي، والتعاون على مستوى الدول، لأنه ما من بلد وحده بمقدوره حل مشكلاته منفرداً. الشخص الأمّي اليوم ليس الشخص الذي لم يعد يقرأ ويكتب، وإنما من لا يستطيع أن ينسى ماتعلّمه، ويتعلّم من البداية".

 

&nb