بقلم: محمد المر

تمشينا بالأمس في حديقة من أكبر واجمل حدائق اسطنبول ألا وهي حديقة اميرغان Emirgan Korusu ، وللحديقة تاريخ طويل و غريب ففي أيام البيزنطيين كانت تعرف بغابة أشجار السرو التي كانت تكثر فيها، ثم سميت (حديقة فريدون بيه) عندما أعطيت لأمين الخزانة العثمانية نيشانجي فريدون بيه في منتصف القرن السادس عشر.

وبعد ذلك في القرن السابع عشر أعطاها السلطان مراد الرابع لأمير فارسي صفوي اسمه غون خان تخلى عن أسياده، وسلّم حاميته العسكرية بدون قتال الى مراد الرابع، والتحق بخدمته فأكرمه بإعطائه هذه الحديقة التي سميت منذ ذلك باسم ذلك الامير الفارسي (أمير خان أو اميرغان).

وفي الستينات من القرن التاسع عشر تحولت ملكية الحديقة الى الخديوي إسماعيل الذي نفاه الإنجليز إلى إسطنبول، وبنى فيها عدة ابنية للاستجمام.

وفي الثلاثينيات من القرن العشرين باع ورثة الخديوي الحديقة الكبيرة إلى تاجر سلاح تركي بالغ الثراء اسمه  لطفي توزون الذي تبرع بها كاملة في الأربعينيات من القرن 20 إلى والي اسطنبول لطفي قيردار وتحولت إلى حديقة عامة لأهالي إسطنبول.

يوجد في حديقة اميرغان العديد من الأشجار والنباتات الخضراء المميزة، ومنها أشجار السرو والزهور المختلفة في الأشكال والألوان، وخصوصاً أزهار التوليب المرتبطة بمرحلة ذهبية من تاريخ السلطنة العثمانية.

وهناك متحف صغير لزهرة التوليب قرب حديقة اميرغان ويحتفل بتلك الزهرة في مهرجان سنوي في الحديقة في فصل الربيع.

في الحديقة توجد بركتان  مائيتان و شلالات مياه اصطناعية  تعطي منظراً جذاباً للحديقة، مع مجموعة من نوافير المياه والجداول التي تخفف حرارة الصيف وتُلطِّف الإحساس به.

الزوار كثيرون في الحديقة ومعهم أطفالهم الذين يطاردون السناجب التي تكثر في الحديقة .

حديقة اميرغان جميلة ومذهلة، والمنظر الذي يطل على مياه البوسفور من مقاهيها المرتفعة أكثر من رائع.