ميدار.نت - الرباط

كشف تقرير صادر عن مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية بأن إنتاج السيارات في المغرب سيتخطى إنتاج دول أوروبية كبيرة مثل رومانيا وإيطاليا، وربما يصبح الأكبر في قارة أفريقيا بمعدل إنتاج يقترب من 700 ألف سيارة سنويّاً.

ويُظهر هذا التقرير أن قطاع صناعة السيارات في المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين، حيث أصبح منافساً قويّاً لبعض الشركات في وسط وشرق أوروبا.

ويشير التقرير إلى أن النمو القوي في صادرات السيارات ساهم في دعم النمو الاقتصادي العام للبلاد، والذي من المتوقع أن يرتفع بين 4٪ و 5٪ سنويًا على مدى العقود القادمة.

زيادة التنافس الخارجي

وتحسّن أيضاً ميزان المدفوعات المغربي بفضل ازدياد صادرات السيارات وتقليل اعتماد الواردات، مما يفتح الباب أمام بنك المغرب المركزي لتوسيع نطاق تداول الدرهم وزيادة التنافسية الخارجية.

وأشار التقرير أيضاً إلى دور مهم لصناعة السيارات في دعم القطاع الصناعي وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل.

وارتفع إنتاج السيارات في المغرب خلال السنوات العشر الماضية، بشكل ملحوظ، حيث بلغ 460 ألف سيارة في العام الماضي مقارنة بـ 60 ألف سيارة في عام 2011.

ويعود هذا النجاح إلى السياسات الصناعية وتحرير التجارة، والاستثمار في البنية التحتية المحلية، بالإضافة إلى الاستفادة من القرب من الأسواق الأوروبية الكبرى وتكلفة العمالة المنخفضة، مما دفع شركات عالمية كبيرة مثل رينو وبيجو (اللتان أصبحتا الآن تحت مظلة شركة ستيلانتس) للاستثمار بشكل كبير في المغرب.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم السيارات المنتجة في المغرب تصدر إلى أوروبا، حيث ارتفعت الصادرات من مستوى 2.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في 2010 إلى 8.2٪ في العام الماضي، مما جعلها ثاني أكبر القطاعات التصديرية في المغرب بعد الفوسفات.

ويُشير التقرير إلى أن المغرب ينتج سيارات بمعدل يفوق هنغاريا ويقل قليلا عن بولندا ورومانيا، وهذا يعزز من مكانته كلاعب رئيسي في صناعة السيارات.

وتوسّعت أيضاً سلاسل التوريد المحلية بشكل ملحوظ، حيث يتم الحصول على حوالي 60٪ من المدخلات المستخدمة في صناعة السيارات من مصادر محلية.

زيادة في الاستثمار

وتشير التقديرات إلى أن شركات صناعة السيارات العالمية الكبيرة تزيد استثماراتها في سلاسل التوريد المغربية بهدف زيادة نسبة المكونات المحلية إلى 80٪.

ويُشير التقرير إلى أن صناعة السيارات الكهربائية تعد واحدة من القطاعات الناشئة والمزدهرة في المغرب، حيث تنتج البلاد حاليًا حوالي 50 ألف سيارة كهربائية سنويّاً، وهناك خطط لزيادة إنتاجها بشكل كبير، مما يعزز من توقعات النجاح في هذا المجال.

ويمكن أن تكون بطاريات السيارات الكهربائية بديلاً رخيصاً ومستداماً، بفضل وفرة موارد الفوسفات في المغرب، حيث تشكل حوالي 75٪ من

الاحتياطيات العالمية، الأمر الذي

يضيف لتوقعات القطاع بينما تشهد صناعة السيارات تحولاً عالميّاً كبيراً.