العثور على لوح اللعنة في قاع مرحاض ألماني

ميدار.نت - برلين
ألمانيا
الآثار
19 ديسمبر 2023
Cover

ميدار.نت - برلين

في قاع مرحاض في مدينة روستوك الألمانية، اكتشف باحثون قطعة أثرية قد تكون "لوح اللعنة"، والذي يُعتقد أنه استخدم في العصور الوسطى لاستحضار الشيطان.

رغم أن الباحثين اعتقدوا في البداية أنها قطعة معدنية لا تتعدى كونها خردة عادية، ولكن عند كشفها، اتضح أنها قطعة أثرية تعود إلى القرن الخامس عشر، كما أنها تحمل رسالة مشفرة بأحرف قوطية صغيرة يصعب رؤيتها بالعين المجردة.

يقول نص الرسالة"sathanastaleke belzebuk hinrik berith"، والذي ترجمه الباحثون، واكتشفوا أنه لعنة موجهة نحو امرأة تُدعى تاليك ورجل يُدعى هينريك (هاينريش)، واستدعوا بعلزبول (اسم آخر للشيطان) وبيريث (روح شيطانية).

فى حين أن الباحثين قد لا يعرفون أبدًا من هم هؤلاء الأشخاص، إلا أنهم قدموا بعض الأفكار حول الأسباب الكامنة وراء الدم الفاسد الذى كان موجود أيضا على تلك القطعة المكتشفة، وتساءل الباحثون، "هل أراد شخص ما قطع علاقة تاليكي وهاينريش؟ هل كان الأمر يتعلق بالحب والغيرة، وهل يجب إبعاد شخص ما عن الطريق.

أكد الباحثون أن العثور على هذه القطعة في قاع المرحاض ليس مفاجئًا، حيث يُعتبر وضع "ألواح اللعنة" في أماكن صعبة الوصول هو ممارسة شائعة.

 

اكتشافاً فريداً

يُعتبر هذا الاكتشاف فريدًا، خاصة أن "ألواح اللعنة المماثلة معروفة منذ العصور القديمة في المناطق اليونانية والرومانية".

وفقًا ليورج أنسورج، عالم الآثار في جامعة جرايفسفالد الألمانية، هذا الاكتشاف يعود إلى القرن الخامس عشر، ويُعتبر حدثًا فريدًا ومميزًا.

 

ألواح اللعنة

يذكر أن "ألواح اللعنة" كانت معروفة في المناطق القديمة، حيث عُثر على لوح رصاصي يعود إلى 1500 عام، وكان منقوشًا عليه باللغة اليونانية في إحدى المدن الفلسطينية، يدعو الشياطين إلى إيذاء راقصة.

وفي اليونان، تم العثور على ألواح أخرى تعود إلى 2400 عام، وكانت تزعم أنها تطلب من آلهة العالم السفلي استهداف حراس الحانات.

كانت هناك فئتان من ألواح اللعنة، الأولى عبارة عن شتائم أو لعنات تستخدم بشكل أساسي للتغلب على المنافسين في الحب والرياضة والقانون، أما الفئة الثانية فتشبه الصلاة أو الدعاء من أجل العدالة، يطلب فيها الشخص من الآلهة تعقب اللصوص وإقامة العدل ومعاقبتهم.

إذا عرف الضحية اسم الشخص الذي سرقه أو المشتبه به فكان يكتب اسمه بوضوح على قرص اللعنة علناً، وكان يطلب من الآلهة أحياناً أن تجعل هذا الشخص مريضاً، وتحرمه النوم والصحة حتى يأتي ويعيد الأشياء التي سرقها.

كما كانت هناك أقراص لدرء اللعنات وصدّها، مثل التمائم لدرء "العين الشريرة". وكانت بعض أقراص اللعنات تُكتب كإجراءات وقائية في حال اكتشف الشخص الملعون التعويذة وقرر الانتقام، وألواح أخرى تضمنت كتابة لمنع التحايل على اللعنة، وصد أي محاولة لعكسها أو إبطالها.

&nb