السيارات الكهربائية هدف سهل ومقلق لاختراقات القراصنة

ميدار.نت - واشنطن
تكنولوجيا
السيارات الكهربائية
اختراق
22 فبراير 2023
Cover

ميدار.نت - واشنطن

سلط خبراء أمن سيبراني الضوء على مخاطر اختراق السيارات الكهربائية بوصفها أهدافًا مغرية للقراصنة، داعين إلى سد هكذا ثغرات خطيرة.

وتحدث خبراء مختصون عن سيناريوهات مزعجة للهجمات المحتملة تشمل خروج المركبات عن الطريق أو اشتعال النار فيها، وفق ما أورته صحيفة وول ستريت جورنال.

وبينوا أن السيارات الكهربائية مليئة بالرقائق والبرامج التي تتحكم في كل شيء، بدءاً من البطاريات والمحركات إلى التحكم في السرعة والكبح.

كما تتصل بأجهزة الشحن يومياً تقريباً، وترسل المعلومات ذهاباً وإياباً عبر شبكات الشحن أو الإنترنت، وتتواصل لاسلكياً مع الشركات التي صنعتها، وتجار السيارات الكهربائية، وشبكات وتطبيقات الواي فاي الخلوية والمنزلية على هواتف مالكيها.

ويوفر هذا المزيج من قوة الحوسبة الهائلة وتعدد الاتصالات عبر الإنترنت فرصة جذابة للمحتالين الرقميين، حيث من المتوقع أن تطرح ملايين المركبات الكهربائية على مدى السنوات القليلة المقبلة، كما يقول خبراء الأمن السيبراني.

 

نظام بيئي معقد

وقال بنجامين كلاين، الشريك المشارك في شركة ماكينزي وشركاه والمختص في الأمن السيبراني: "إنه نظام بيئي معقد للغاية من فاعلين مختلفين ومجموعات مختلفة من التقنيات، ويمثل عدداً من الأبواب المحتملة للقراصنة".

وتشل الهجمات السيارات إلى أن يدفع أصحابها فدية، بذات الطريقة التي يتم التعامل فيها مع إغلاق شبكة كمبيوتر حتى يحصل المتسللون على المال.

والأسوأ من ذلك، أن المتسللين قد يتمكنون من إفساد نظام شحن السيارة الكهربائية وزيادة تحميل البطارية، مما يؤدي إلى اشتعالها أو التحكم بتسارع السيارة والكبح، ووقوع الحوادث.

وقال ستيوارت مادنيك، الأستاذ وخبير الأمن السيبراني في كلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "تخيل أن تبدأ السيارات في السير بشكل فوضوي".

وأكد الخبراء أن الاحتمالات الأخرى تشمل سيطرة المتسللين على شبكات الشحن واستخدامها لسرقة معلومات العملاء أو حتى إزالة أجزاء من شبكة الطاقة.

وحتى الآن، كانت عمليات الاختراق المبلغ عنها صغيرة نسبياً، ففي فبراير الماضي، بعد حرب روسيا على أوكرانيا، أغلقت أجهزة الشحن على طول الطريق السريع الرئيسِ في روسيا.

 وبدأت الشاشات تعرض شعارات مؤيدة لأوكرانيا، ةفي أبريل، اخترقت أجهزة الشحن العامة في جزيرة وايت البريطانية لعرض محتويات "مخلة بالآداب" على شاشاتها.

لكن مختبرات سانديا الوطنية التابعة لوزارة الطاقة الأميركية حذرت في تقرير العام الماضي من أنه "لا يوجد حالياً نهج شامل للأمن السيبراني" في صناعات السيارات الكهربائية أو الشاحن، وأن الهجمات الإلكترونية قد تبطئ اعتماد السيارات الكهربائية، وفي الوقت نفسه، عقد مسؤولو إدارة بايدن منتدى مغلقًا في البيت الأبيض في أكتوبر مع صانعي المركبات الكهربائية ومكونات المركبات الكهربائية وأجهزة الشحن للتأكيد على ضرورة وضع ضوابط أمنية أكثر صرامة.

 

إدخال البرمجيات الخبيثة

ثمة الكثير من الطرق المحتملة لإدخال البرمجيات الخبيثة في السيارات الكهربائية وإحداث أضرار لا تحمد عقباها، ففي المركبات الكهربائية، استبدلت معظم الميزات الميكانيكية لمركبات الاحتراق الداخلي، المكابس والصمامات وأعمدة الكرنك ومضخات الغاز والمياه، بالإلكترونيات، وتتحكم الرقائق والبرامج في كيفية شحن البطاريات، وكيفية نقل الكهرباء إلى المحركات، وكيفية تسريع المحركات وكيفية إعادة الكهرباء إلى البطاريات أثناء الكبح، من بين أنشطة أخرى.

وفي حين أن السيارة الفاخرة ذات الاحتراق الداخلي يمكن أن تحتوي على حوالي 150 وحدة تحكم إلكترونية، "هذا لا شيء مقارنة بـ 3000 رقاقة التي نراها في المتوسط داخل السيارة الكهربائية"، وفقاً لما ذكره سيد علي، شريك وخبير الأمن السيبراني في شركة الاستشارات Bain & Co.

ولكن على الرغم من هذا الاعتماد الكبير على تكنولوجيا الكمبيوتر، "نحن في مرحلة غير ناضجة ومبكرة للغاية" من حماية الأمن السيبراني للسيارات الكهربائية.

ومما يثير القلق بشكل خاص التحديثات الدورية للبرامج التي يرسلها صانعو السيارات الكهربائية إلى سيارات عملائهم لاسلكيًا، إذا تمكن أحد المتسللين من إدخال برامج ضارة في هذه التحديثات، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إتلاف مئات الآلاف من السيارات.

&nb