ميدار.نت - هوليوود

انضمت مهمة جديدة للمهن المهددة بالخطر بسبب الذكاء الاصطناعي، فشركات الإنتاج تختبر تقنيات جديدة تجعل من الممكن الاستغناء عن البشر وابتكار مشاهد قتالية معقدة، وبالتالي مؤدو هذه المشاهدات سيصبحون بدون عمل.

ومنذ سنوات عديدة، تستعين الاستوديوهات بصور ظلية يبتكرها جهاز الكمبيوتر في المشاهد القتالية، كما فعل صناع مسلسل "غايم أوف ثرونز" وأفلام كثيرة من عالم مارفل.

صور رقمية

وتطلب اليوم الاستوديوهات من مؤدي المشاهد الخطرة الخضوع "لعمليات مسح" أثناء تصوير العمل، لابتكار نماذج من صورهم ثلاثية الأبعاد، دون أن تشرح لهم كيفية استخدام صورهم.

ولكن مع تقدم الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام هذه الصور المبتكرة لإنشاء "نسخ رقمية" واقعية جداً لهؤلاء الأشخاص، قادرة على تنفيذ حركات وإجراء حوارات استناداً إلى تعليمات يتلقاها الجهاز.

وقال منسّق تأدية المشاهد الخطرة فريدي بوسيغيز، الذي عمل على أفلام عدة بينها سلسلة "ترمينايتر": "إنّ التكنولوجيا تتقدم بوتيرة سريعة، وهذه المرحلة مخيفة جداً لنا".

يخاف بوسيغيز أن تحلّ هذه الصور الرمزية محل مؤدي المشاهد الخطرة الأساسيين، المسؤولين عن أدوار صغيرة كالمشاة الذين يبتعدون في اللحظة الأخيرة أثناء مطاردة ما.

وقريباً، ستتمكن الاستوديوهات من دمج هذه الصور الرمزية في المشاهد "بفضل المؤثرات الخاصة والذكاء الاصطناعي".

من جانبه قال مخرج فيلم "غران توريسمو" نيل بلومكامب، في غضون عام، يُتوقّع أن يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على ابتكار حوادث تصادم ناجمة عن سرعات عالية.

وفي فيلمه الذي يستند إلى لعبة فيديو تشكّل سباق سيارات، يقود مؤدو مشاهد خطرة سيارات فعلية في حلبة السباق، وأنت رقمياً مشهداً واحداً خطر جداً يتضمّن حادث سير مميتاً، جرى إنتاجه رقمياً.

وتابع المخرج: "في هذه المرحلة، نكون قد استغنينا عن مؤدّي المشاهد الخطرة وعن الكاميرات ولا نضطر كذلك إلى ارتياد الحلبة"، مضيفاً: "سيصبح الأمر مختلفاً جداً".

وتشهد هوليود حالات اضراب تسببت في شل عملية الإنتاج، ويعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أسباب هذا الإضراب.

وفي منتصف يوليو، أكدت نقابة الممثلين أنها تحارب من أجل عدم إقدام الاستوديوهات على إجراء عمليات مسح للممثلين واستخدام نسخهم الرقمية "في مختلف مشاريعها المستقبلية وبصورة دائمة"، لقاء أن تدفع لهم مقابل يوم عمل واحد فقط.

مهنة لن تفنى

وحتى لو نجح الذكاء الاصطناعي في إنتاج مشاهد لمعارك أو انفجارات أو حوادث، يرى بوسيغيز أنّ العنصر البشري يبقى ضرورياً، وستكون الجماهير قادرة على تمييز المؤثرات الخاصة، وهذا يؤثر في المشاهِد بطريقة غير مباشرة.

ويضيف المنسق: "لا أعتقد أن هذه الوظيفة ستختفي يوماً ما، لكنّ مجال العمل سيصبح محدوداً".

&nb