Cover

ميدار.نت - الرباط

شابة ثلاثينية جميلة الاطلالة تحافظ على التقاليد المغربية٬ تمتلك قاعدة جماهيرية عبر السوشل ميديا، هي بكل بساطة مواصفات الشابة كنزة ليلى.

 هذه الشابة هي أول مؤثرة مغربية يتم إنشاؤها بالكامل بالذكاء الاصطناعي، ونجحت في حصد أكثر من 100 ألف متابع خلال فترة قصيرة.

وقدمت كنزة نفسها في منصات "إنستغرام"، و"تيك توك"، على أنها شابة من جيل الألفية تبلغ من العمر 33 عاما.

 وتتمتع كنزة بمواصفات ودية ومظهر يحترم القيم المغربية، كما أنها بنت علاقات قوية مع متابعيها الذين يتبادلون معها الرسائل والتعليقات.

تتشارك كنزة ليلي يومياتها بلغة الشائع في المغرب "الدارجة" مع متابعيها على منصة إنستغرام، حيث تشارك الصور والقصص والفيديوهات التي تبرزها وهي تمارس نشاطاتها المفضلة، مثل الخزف والرياضة والسفر وحتى الذهاب إلى السينما.

واستغلت كنزة فرصة مشاركة المنتخب المغربي لكرة القدم في كأس أفريقيا للأمم، ونشرت منذ إطلاقها في 29 ديسمبر 2023 أكثر من 80 منشوراً، حيث حظيت هذه المنشورات بعدد كبير من الإعجابات والتفاعلات من قبل جمهورها المتابع.

وتعليقا على هذه الظاهرة قال الصحفي والباحث في علوم الإعلام، محمد كريم بوخصاص، إن "الفوضى في مجال صناعة المحتوى هي نتيجة طبيعية لشيء جديد فرضه التطور التكنولوجي دون تكوين مسبق، وفي ظل بروز إمكانية تحقيق ربح مادي سريع من صناعة المحتوى".

وأوضح بوخصاص، أن هذا الأمر "دفع عددا من المهتمين إلى فرض أنفسهم في الميدان حتى في غياب الحد الأدنى من التمكن من القواعد والأخلاقيات، مع استثناءات قليلة لمحتويات احترافية بمواصفات الجودة".

واعتبر الباحث في علوم الإعلام، "أن المشكلة في الاعتقاد الخاطئ بسهولة صناعة المحتوى دون الاهتمام بالمعايير الفنية والمهنية المطلوبة".

 وشدد أن "الذكاء الاصطناعي قد يساهم في تجويد وعرض محتوى رقمي، لكنه لن يكون فعالا في غياب صانع محتوى بشري متميز".

 

توظيف الذكاء

ومن جانبه، أكد الباحث في الوسائط، كريم بابا، أن "هناك طرحا حول مدى قدرة صناعة المحتوى، سواء في الشعبي والبسيط أو في حقل الإعلام، على مواكبة توظيف الذكاء الاصطناعي، والتداخل الذي يحصل، تبعا لذلك، بين الأجناس والأشكال التعبيرية".

وأوضح بابا، "أن الأمر يختلف بخصوص درجة التفاعل بين المنتِج والمتلقي الذي يخلقه المضمون الوسائطي، عندما يتعلق الأمر ببعض المحتويات الشعبية التي تدرج في نطاق اليومي الخاص والبسيط، وربما التافه في حياتنا المشتركة".

ولفت الباحث في الوسائط أن "أغلب ما يشكل الترند في السياق المحلي لا يخص التعليم أو الثقافة أو الأدب، بل إن أرقام المتابعات ترتفع بشكل صاروخي عندما يتعلق الأمر بالنبش في الخصوصيات الاجتماعية".