أي مصير ينتظر البشر مع استمرار سحب المياه الجوفية؟

Cover

ميدار.نت - كاليفورنيا

شهدت مستويات المياه الجوفية حول العالم انخفاضاً واسع النطاق و«متسارعاً» على مدى السنوات الأربعين الماضية، وسط ممارسات ري غير مستدامة وتأثيرات تغير المناخ.

وقال سكوت جاستشكو من جامعة كاليفورنيا وأحد المشاركين في الدراسة، إن «أحد الأسباب الرئيسية المحتملة وراء الانخفاض السريع والمتسارع للمياه الجوفية هو السحب المفرط من المياه الجوفية لأغراض الزراعة المروية في المناخات الجافة».

وأضاف أن الجفاف الناجم عن تغير المناخ كان له تأثيره أيضاً، إذ من المرجح أن المزارعين يسحبون المزيد من المياه الجوفية لضمان ري محاصيلهم.

وأكدت دراسة نُشرت في مجلة «نيتشر» العلمية، أن المياه الجوفية هي مصدر رئيسي للمياه العذبة للمزارع والأسر والصناعات، وقد يتسبب استنزافها في مخاطر اقتصادية وبيئية حادة بما في ذلك تراجع المحاصيل وهبوط التربة بشكل مدمر خاصة في المناطق الساحلية.

وحللت الدراسة 170 ألف بئر في أكثر من 40 دولة، فاكتشفت إن الاستنزاف كان واضحاً بشكل خاص في المناخات القاحلة ذات الأراضي الزراعية الواسعة، وكان شمال الصين وإيران وغرب الولايات المتحدة من بين المناطق الأكثر تضرراً.

 

تحذير عالمي

وأعلن مؤتمر الأمم المتّحدة للمياه ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، العام الفائت، أن نحو ملياري شخص يفتقرون إلى مياه شرب مأمونة في حين يفتقر 3.6 مليار شخص إلى خدمات صرف صحّي موثوق بها.

وحذر يومها الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ العالم "يسير بشكل أعمى في طريق خطر".

كما حذّر غوتيريش من أنّ الإفراط في استخدام المياه الجوفية وارتفاع درجة حرارة سطح الكوكب والتلوّث تؤدّي مجتمعة إلى "استنزاف شريان حياة البشرية" المتمثّل بالمياه.

وبحسب التقرير فإنّ استخدام المياه زاد حول العالم بنسبة تناهز 1% سنوياً على مدار السنوات الأربعين الماضية.

ولمواجهة هذا العطش، يلجأ البشر إلى المياه الجوفية ولا يتوانون عن استخراج المياه بكميات مفرطة في بعض الأحيان: ما بين 100 و 200 كيلومتر مكعب من احتياطيات المياه الجوفية تنضب كل عام، وفقاً للتقرير.

ولفت التقرير إلى أنّ حوالي 10% من سكّان العالم يعيشون في دول تعاني من مستوى إجهاد مائي (العلاقة بين استخدام المياه وتوافرها) عالٍ أو حرج، ممّا يحدّ "بشكل كبير" من توافر المياه لتلبية احتياجات الناس.

وبحسب التقرير فإنّه من المتوقع أن يرتفع عدد سكّان المناطق الحضرية المعرّضين لخطر نقص المياه من 933 مليون نسمة في عام 2016 إلى ما بين 1.7 و 2.4 مليار نسمة في عام 2050.

&nb