أزمة الوقود تجبر ألمانيا إعادة تشغل فحم مجمدة

ميدار.نت - برلين
ألمانيا
الطاقة والبيئة
الكهرباء
05 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت - برلين

لن يمر هذا الشتاء بسهولة على ألمانيا، فالعام الفائت اضطرت للاعتماد بشكل أكثر كثافة على حرق الفحم لإنتاج الكهرباء، بعد أن أوقفت روسيا إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إليها، وهذا العام ستكرر الاعتماد على الفحم ثانية، ولكنها ستحيي محطات مجمدة.

ولهذه الغاية تعتزم ألمانيا إعادة العديد من محطات الطاقة المجمدة التي تعمل بالفحم البني، إلى سوق الكهرباء مرة أخرى في الشتاء حتى تضمن استمرار عمل أكبر اقتصاد في أوروبا عندما يصل الطلب على الكهرباء إلى ذروته.

وأصدر مجلس الوزراء الألماني أمس الأربعاء أمرا بالسماح بإعادة تنشيط محطات طاقة تابعة لشركتي "آر دبليو إي" و"ليج".

 

قرار الحكومة

وبموجب قرار مجلس الوزراء، سيتم توفير إمكانية لمشاركة محطات توليد الطاقة الموجودة في شبكة احتياطي الإمدادات في سوق الكهرباء لفترة محدودة من مطلع أكتوبر 2023 حتى 31 مارس 2024، والمقصود بشبكة احتياطي الإمدادات هو محطات الطاقة التي تعمل بالفحم البني.

وسيتم إعادة تنشيط شبكة الاحتياطي مرة أخرى لتوفير استخدام الغاز في توليد الكهرباء ومن ثم تجنب حدوث اختناقات في الإمدادات في فترة التدفئة التالية.

 

وضع الشبكات

كانت هذه الشبكة الاحتياطية نشطة بالفعل من مطلع أكتوبر 2022 حتى نهاية يونيو 2023، وحالياً تم الإبقاء عليها في وضع استعداد للتشغيل تحسبا لصدور أمر باستدعائها.

وترجع أسباب أزمة الطاقة في ألمانيا لعوامل عديدة منها، إيقاف الإمدادات الروسية، وأيضاً تخلي برلين عن آخر مفاعلاتها النووية في الربيع.

ودفعت الأزمات الألمان للبحث عن بدائل للطاقة وعادوا للحلول القديمة المتمثلة بالتدفئة عن طريق الحطب، كشفت تقارير إعلامية العام الفائت أن معدلات سرقة الأخشاب في الغابات "آخذة بالارتفاع في ألمانيا"، في ضوء العودة إلى مصادر التدفئة التقليدية.

وأفاد اتحاد أصحاب الغابات بأن الاتجاه نحو سرقة الأخشاب تنامى أيضاً على خلفية ارتفاع الأسعار بشكل عام، وأنه "كلما ارتفع سعر الخشب، زاد معدل السرقة"، وفق ما نقل موقع "Agrarheute.de".

 

انقطاع الكهرباء

وكانت شركة “Welt am Sonntag” الألمانية، أفادت في مارس الفائت نقلاً عن دراسة، بأن ألمانيا قد تواجه نقصًا في الكهرباء في العامين المقبلين، حيث تصبح موارد الطاقة الخاصة بها غير كافية وسط زيادة الطلب.

وأوضحت أنه “بحلول عام 2025، ستفتقر البلاد إلى حوالي أربعة جيجاوات من قدرة الطاقة، بينما بحلول عام 2030، سيرتفع العجز إلى 30 جيجاوات”.

وحذرت الدراسة من أنه “لذلك نحن نتجه نحو نقص كبير: 30 جيجاوات تتوافق مع قدرة حوالي 30 محطة طاقة حرارية كبيرة”.

ويزعم المحللون أن ألمانيا لن تكون قادرة على تغطية احتياجاتها من الطاقة بمواردها الخاصة في ذروة الأحمال، وبحلول عام 2030 قد يحدث ما يصل إلى 100 انقطاع للتيار الكهربائي، مع أطول مرحلة تدوم حوالي 21 ساعة.

 

&nb