زراعة الذرة ضحية لارتفاع أسعار الأسمدة والوقود والصراع المسلح في السودان

Cover

ميدار.نت - الخرطوم

تهدد المعارك الدائرة في السودان المحاصيل الزراعية، وتؤدي إلى تفاقم الفقر والجوع بالبلاد.

وأفاد مزارعون من عدة ولايات سودانية أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أثرت على زراعة المحاصيل الأساسية، مثل الذرة الرفيعة والدخن، بسبب نقص التمويل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية مثل الأسمدة والبذور والوقود.

وأكد عدد من المزارعين أنه قد يتعذر عليهم زراعة المحاصيل قبل هطول الأمطار الغزيرة الشهر الحالي، ما يؤثر على فرص الري التقليدي.

كما تحذر الأمم المتحدة وعمال الإغاثة من تصاعد أزمة الجوع في السودان، حيث من المتوقع أن يزيد عدد الجياع إلى 19.1 مليون شخص بحلول أغسطس، مقارنةً بـ 16.2 مليون قبل اندلاع النزاع في أبريل.

 

نقص المواد الغذائية 

ينذر نقص المواد الغذائية الأساسية ونهب المستودعات في العاصمة الخرطوم بتفاقم أزمة الجوع التي تفاقمت على مر السنين.

إضافة إلى ذلك، تؤثر هذه الأوضاع على وسائل الكسب في البلاد وتحرم السودان من النقد الأجنبي الضروري لاستيراد السلع الأساسية، ما يضعف الاقتصاد الوطني ويزيد حدة الأزمة الاقتصادية.

وتحاول منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تقديم المساعدة عن طريق توزيع بذور الذرة الرفيعة والدخن والفول السوداني والسمسم للمزارعين، ولكن تواجه تحديات أمنية ولوجستية معقدة. يعتمد حوالي 65 في المئة من سكان السودان على القطاع الزراعي كمصدر للعيش، وهو ما يجعل الوضع أكثر تأزمًا.

يقول خبراء من الأمم المتحدة إنه رغم أنه من السابق لأوانه الإعلان رسميًا عن مجاعة في السودان، إلا أن مزارعين يرون أن الوضع قد اتجه بالفعل نحو ذلك.

ويحذرون من أن التأخير في التدخل الإنساني قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل كبير ويعرقل الجهود الرامية للتخفيف من حدة الأزمة.

وتؤكد تقارير تناقص الإمدادات الغذائية في مناطق غرب السودان حيث تقول جماعات الإغاثة إن المخزونات قد انقطعت تقريبًا، وهو ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويهدد بزيادة الضغوط على الموارد الأساسية في تلك المناطق.

 

ضغوط على الموارد الأساسية 

وذكرت المسؤولة الإعلامية لدى برنامج الأغذية العالمي في السودان، ليني كينزلي، أن هناك زيادة في الضغوط على الموارد الأساسية في تلك المنطقة.

وأفادت منظمة الإغاثة الإسلامية باستهلاك بعض المزارعين لمخزونات بذور الذرة الرفيعة والدخن، مما أدى إلى تقليل الكميات المتاحة للزراعة في ظل تدهور الأوضاع، خاصة في مناطق دارفور وكردفان والنيل الأبيض وسنار.

وتواجه ولاية الخرطوم نقصاً في الإمدادات وارتفاعاً في الأسعار بسبب نقص السيولة، بالإضافة إلى تأثير عمليات النهب وإغلاق المتاجر ومشكلات سلاسل الإمداد على المعيشة بشكل سلبي.

وأفاد اثنان من السكان أن جميع المخابز في منطقتيهما قد أُغلقت.

كما كشف عماد عدلي من غرفة طوارئ أم درمان، وهي مجموعة تطوعية، أن سعر الرغيف ارتفع بنسبة تفوق 130 في المئة ليصل إلى 70 جنيهًا سودانيًا (ما يعادل 0.12 دولار).

وأفادت رزان بهاء، التي تقيم في بحري، أن سعر الرغيف في منطقتها ارتفع بأربعة أضعاف ليصل إلى 200 جنيه (ما يعادل 0.33 دولار).

&nb