51 مليون دولار لصنع فنجان قهوة بدون "البن"

ميدار.نت – سياتل
الطاقة والبيئة
القهوة
04 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت – سياتل

هذا الأسبوع سيشهد العالم قهوة من نوع مختلف، فهي ليس مكونة من حبات البن كما اعتاد البشر في السنوات الماضية، وإنما من أطعمة ذات قيمة غذائية عالية ومكونات معاد تدويرها لتحاكي قوام القهوة.

والمنتج ستطرحه شركة ناشئة مقرها مدينة سياتل الأمريكية، ومدعومة من بعض المستثمرين في شركة (بيياند ميت)، الذين ضخوا 51.6 مليون دولار في شركة (أتومو كوفي) أملا في أن يحقق مشروبها الجديد نجاحا كبيرا مع المستهلكين.

وتستهدف شركة أتومو المقاهي في البداية بدلا من المتاجر وسلاسل الأسواق التجارية الكبرى وستبيع البن المحمص بسعر 20.99 دولار للرطل مقابل ما بين عشرة إلى 14 دولارا يدفعها المقهى الأمريكي العادي لنفس الكمية.

 

تعديات بيئية

ويأتي هذا المنتح في إطار السعي لخفض الأثر البيئي لهذا المشروب الشهير، لأنه مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ستواجه مزارع البن تحديات وتتسبب في تدمير الغابات بحثا عن مناخ أكثر برودة.

وقال آندي كليتش الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة أتومو قبل إطلاق الشركة للقهوة الخالية من الحبوب في مهرجان نيويورك للقهوة يوم الجمعة "القهوة تتسبب في إزالة الغابات بمعدل ينذر بالخطر، بما يقترب من عشر حدائق مركزية في (نيويورك) يوميا".

وأضاف "نتحدث عن آلة، آلة صنع القهوة التي لا تتوقف أبدا، وتبحث دائما عن المزيد من الأراضي، وهذا ما نحاول منعه".

وأظهرت دراسات أنه بحلول عام 2050 قد تصبح نصف الأراضي المستخدمة حاليا في زراعة حبوب البن غير منتجة بسبب تغير المناخ.

وتعد إزالة الغابات ثاني سبب رئيسي في تغير المناخ بعد حرق الوقود الأحفوري.

وتقول شركة أتومو إن قهوتها الباردة الخالية من الحبوب تقلل انبعاثات الكربون بنسبة 93 بالمئة وتستخدم مياها أقل من القهوة العادية بنسبة 94 بالمئة. وصنفت مجلة تايم المشروب بأنه ضمن أفضل 200 اختراع في عام 2022.

 

تحت الشمس

كانت تزرع أشجار البن على ارتفاعات عالية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتنمو بشكل طبيعي في الظل تحت الأشجار الأخرى.

 وتساهم تلك الطريقة في رفع مستوى التنوع البيولوجي في تلك المناطق، كما توفر تلك المظلات مأوى للحيوانات، فضلاً عن منع تآكل التربة السطحية والاستغناء عن حاجة استخدام الأسمدة الكيماوية.

لكن في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ونظراً لزيادة طلب البن في السوق العالمية، انتقل المزارعون من طرق الزراعة التقليدية قليلة الإنتاج إلى طرق أسرع وهي "الزراعة تحت الشمس".

ويتم إنتاج القهوة تحت الشمس عن طريق إزالة الأشجار الأخرى من أجل زرع أشجار البن في صفوف تحت أشعة الشمس مباشرة، كونها تنتج كمية محصول أعلى كثيراً من القهوة المزروعة في الظل.