"عن الكوميديا البشرية" يسقط الواقع على لوحات دالي

ميدار.نت - بيروت
موسيقى وثقافة
لبنان
07 أبريل 2024
Cover

ميدار.نت - بيروت

تحت عنوان "عن الكوميديا البشرية"، يعرض مركز فني في بيروت تجربة فنية تدمج لوحات الرسام الإسباني سلفادور دالي المستوحاة من "الكوميديا الالهية" لدانتي أليغييري، مع تطعيمها بمقاربات مبدعين محليّين لمَحاور ملحمة الشاعر والفيلسوف الإيطالي.

المعرض يستضيفه "مركز مينا للصورة"، مقدماً 59 لوحة منسوخة ليتوغرافياً من مئة لوحة ولوحة (101) مائية رسمها الفنان الإسباني في خمسينات القرن العشرين بطلب من الحكومة الإيطالية، وحوّل بواسطتها أبيات دانتي (1265-1321) رسوماً إحياء لذكرى ولادته الـ700.

وتعود هذه اللوحات المطبوعة الموقعة من دالي والتي يملكها جامع الأعمال الفنية السوري غسان المالح هي الخامسة والخمسون من مئة نسخة أشرف دالي (1904-1989) شخصياً على إنجازها وإصدارها المحدود بين عامي 1959 و1963.

وقالت مديرة "مركز مينا للصورة" منال خضر، القيّمة الفنية على المعرض الذي يستمر إلى 29 مايو المقبل، "طلبنا من الفنانين المشاركين التأمل من خلال عمل دانتي في مفاهيم الجنة والنار+ والحياة الآخرة، التي تناولها، وفي لوحات دالي، من منظور منطقنا اليوم وما يحصل في الوقت الراهن".

وتابعت "تعود فكرة ما بعد الموت لتطفو في وقت الأزمات عندما تكون الحقيقة التي نعيشها بالغة الصعوبة. عندها يبدأ الانسان بالتفكير في ما بعد الموت ويطرح تساؤلات عن الحياة وقيمتها والخيال الموجود في الأديان والأدب القديم والمعاصر".

وشارك في تقديم اللوحات خمس فنانين هم اللبنانيون شذا شرف الدين وأيمن بعلبكي وربيع مروة وريان تابت، والفلسطيني عبد الرحمن قطناني.

 

تفاصيل جمالية

حاول القائمون على المعرض جعله أشبه "بكنيسة صغيرة وسط أعمال دالي عن الجنة" المنتشرة على الجدران، حيث يطل في عمق الصالة تجهيز للفنان اللبناني ريان تابت حيث علقت نوافذ قديمة بشكل نصف دائري زجاجها مطلي بصباغ النيلة المخصص لغسل الملابس.

وعند المدخل عمل خشبي مستطيل كأنه إشارة مرور لشذا شرف الدين كتبت عليه بالأسود على خلفية حمراء "أيها الداخلون اطرحوا عنكم كل أمل"، وهي أول جملة يبدأ فيها دانتي كتابه، في إشارة إلى باب الجحيم.

وتستند شرف الدين في عملها على أوجه تشابه ما بين بنية "الكوميديا الالهية" وما أوردته الأحاديث النبوية عن الإسراء والمعراج.

وعملت على جمالية الفن الإسلامي في القرون الوسطى، واختارت أن تنقل العذابات عبر سبع لوحات بالرصاص دلالة على طبقات الجحيم السبع بحسب الإسراء والمعراج، وهي تسع بحسب دانتي.

وبرأي شرف الدين، أن "العمل على الجحيم في الوقت الراهن مناسب أكثر من العمل على الجنة"، وهي الفكرة ذاتها التي عمل عليها الفنان الفلسطيني عبد الرحمن قطناني، الذي قدم منحوتة تبدو كأنها منسوجة لكن بشريط شائك ويتوسطها ثقب "كانه يبتلع كل شيء كالمجرور"، على ما يقول الفنان الذي نشأ في مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين في ضواحي بيروت.

&nb