ميدار.نت - برلين

تواجه الطبيعة في أوروبا تراجعاً ملحوظاً في أعداد الحشرات وعلى رأسها الفراشات، وذلك على مدار السنوات الأخيرة ما دفع الباحثون للتساؤل حول الموضوع والبحث عن أسبابه.

وبحسب ورقة بحثية نشرت في مجلة بلوس، أجرّت كوينتانا رومور من معهد أبحاث تحليل وتقييم النظام البيئي بألمانيا مراجعة لـ82 دراسة سابقة حول هذا الموضوع بالذات.

وتوصلت المراجعة إلى أنّ وجود مجموعتين من الحشرات تعاني من تراجع ملحوظ، وهما: مجموعة تضم الفراشات والعث، ومجموعة الخنافس الأرضية.

الأسباب

وبحسب الدراسة ترجع الأسباب الرئيسية إلى الأنشطة البشرية واعتبرتها المحرك الرئيسي للتغيرات الملحوظة في أعداد الحشرات في أوروبا، وتشمل هذه الأنشطة: الزراعة، والتحضر، وتغير المناخ، وغيرها من الأنشطة الأخرى.

 ما تؤكد الدراسات أن معظم هذه الدوافع لا تؤثر على الحشرات بشكل مباشر، ولكنها تؤثر على موائلها بشكل ملحوظ.

ويمكن أن تساعد هذه النتائج في توجيه الجهود المبذولة لتغيير الأنشطة البشرية للحد من تعطيل الطبيعة مع الاستمرار في تلبية احتياجات الإنسان.

المبيدات الحشرية

ويبدو أن العالم سيواجه الفعل ظاهرة انقراض الحشرات، وقبل ثلاث سنوات حذرت منظمة "فرندز أوف ذي إيرث يوروب" ومعهد "هاينريتش بول"، الأوروبيان المعنيان بشؤون البيئة والتنوع الحيوي، من تراجع أعداد الحشرات في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، مع ازدياد استخدام المبيدات الحشرية على نطاق واسع في الزراعة.

وقالت الجهتان إن أكثر من 40 بالمئة من أنواع الحشرات تشهد تراجعا في أعدادها في كل أنحاء العالم.

وترافق التحذير الجديد بعد نشر "أطلس الحشرات"، الذي دان استخدام المبيدات الحشرية ودعا إلى خفض الاعتماد عليها بنسبة 80 % بحلول عام 2030 في الاتحاد الأوروبي.

وقدم "أطلس الحشرات" أمثلة عديدة، كان منها أن واحدا من كل 10 أنواع من الفراشات والنحل في العالم مهدد بالانقراض في أوروبا، واستنكر الأطلس استخدام المزارع غير العضوية أكثر من 4 ملايين طن من المبيدات الكيمياوية كل عام في أنحاء العالم.

دراسة عالمية

وفي عام 2019، اكتشف باحثون من جامعتي "سيدني" و"كوينزلاند" الأستراليتين وأكاديمية الصين للعلوم الزراعية، أن الكتلة الحيوية للحشرات آخذة في الانخفاض بمعدل كبير يبلغ 2.5% سنويا.

 ويهدد هذا المعدل الأنواع بالانقراض على نطاق واسع خلال قرابة قرن من الزمن، وهو ما ينذر بدمار واسع في النظام البيئي.

وتعد الدراسة الحالية أول دراسة عالمية حقيقية لقضية تهديد الحشرات بالانقراض، ففي حين كان التركيز في الماضي على انخفاض معدلات التنوع البيولوجي للحيوانات الفقارية.

وشددت هذه الدراسة على أهمية حياة الحشرات للنظم البيئية المترابطة والسلسلة الغذائية، وفق تصريح قائد فريق البحث.