هل تتسبب ناطحات السحاب بغرق نيويورك؟

ميدار.نت - نيويورك
نيويورك
الولايات المتحدة
01 يونيو 2023
Cover

ميدار.نت - نيويورك

لن تبقى ناطحات السحاب الشهيرة في نيويورك مصدر فخرها فقط، بل ستصبح مصدر قلقها، مع اكتشاف ظاهرة تواجه هذه المدينة وهي الغرق السنوي.

وتحدثت دراسة حديثة نقلتها وكالة فرنس برس، أن معدل الغرق يتراوح بين ميليمتر إلى ميليمترين سنويا، وعللت السبب بثقل ناطحات السحاب والمباني الشاهقة فيها.

ومنذ الإعصار "ساندي" الذي سُجّل في 29 أكتوبر 2012، يدرك العلماء بشكل مؤكّد أنّ هذه المدينة، معرضة للعواصف والفيضانات والأمواج الساحلية المرتفعة، وهي ظواهر مناخية ناجمة عن التغير المناخي.

ونقل مقال نُشر في مجلة "إيرث فيوتشر" في مايو، أن حسابات جيولوجيين، قدرت وزن مباني نيويورك وأبراجها وناطحات السحاب فيها بـ 762 مليون طن، ما يمثل ضغطاً غير عادي على أرض نيويورك التي يقطنها 8.5 ملايين شخص.

والأسوأ أنّ الهبوط في بعض الأحياء يزاد ليصل إلى 4.5 ميليمترات سنوياً، حيث شُيّدت فيها مبان على أراض أكثر ليونة أو اصطناعية.

وبرأي معد الدراسة الرئيسي توم بارسن، وهو عالم جيوفيزيائي أميركي، إنّ "السبب الرئيسي لانخساف نيويورك والساحل الشرقي مرتبط ببنية القشرة الأرضية ولا يمكن إيقافه".

ولهذا يعتقد أن بناء عدد أقل من الأبراج الخرسانية أو الزجاجية أو الفولاذية لن يغيّر الواقع القائم.

 

ارتفاع مستوى المياه

ويُتوقع معد الدراسة أن الانخساف الحالي سيسرع تأثير ارتفاع مستوى المياه الناجم عن الاحترار المناخي وذوبان الأنهر الجليدية.

وبحسب منظمة "سي رايز ليفيل دوت كوم"، زاد ارتفاع مستوى المياه في نيويورك 23 سنتمتراً مقارنة بالعام 1950، وتتوقع البلدية أنّ يرتفع من 20 إلى 75 سنتمتراً أخرى بحلول سنة 2050، والوصول حتى إلى 1.8 متر قبل عام 2100، فضلاً عن زيادة في وتيرة العواصف.

وفي ظل كل هذه المعطيات، بات تحصين 836 كيلومتراً من ساحل نيويورك من أولويات سلطاتها.

وأُطلقت خطة ضخمة حملت تسمية "التكيف مع التغير المناخي" بقيمة 20 مليار دولار، بالتزامن مع جهود ترمي إلى حماية المدينة من ارتفاع مستوى المياه فيها.

وتبني سلطات نيويورك في جنوب مانهاتن بين إيست ريفر وإحدى الطرق السريعة، جداراً وسدوداً فيما تزيد من المساحات الخضراء فيها على امتداد 4 كيلومترات حيث ارتفع مستوى المياه بسبب الإعصار ساندي قبل أكثر من 10 سنوات إلى 2.7 متراً.

&nb