هل أرسلت أمريكا آثاراً مزيفة إلى لبنان؟

ميدار.نت - بيروت
لبنان
موسيقى وثقافة
20 نوفمبر 2023
Cover

ميدار.نت - بيروت

"لوحة فسيفساء واحد فقط من أصل 9 أعادتها السلطات الأميركية مؤخرا إلى لبنان كانت أصلية، أما البقية فهي مزورة"، هذا ما كشفه أكاديميون بارزون في فرنسا وبريطانيا متهمين السلطات الأميركية، بإعادة قطع أثرية مزيفة إلى لبنان.

وقالت جميلا فيلاجيو من جامعة غرينوبل الفرنسية: "من السهل اكتشاف التزييف، لأن المزورين حاولوا تقليد نماذج فسيفساء مشهورة، ونسخوا تصميمات الفسيفساء الأصلية الموجودة في صقلية وتونس والجزائر وتركيا".

وبمجرد أن شاهدت فيلاجيو صورا للفسيفساء في الصحافة وعلى الإنترنت، قالت إنها شعرت أن معظمها كان "مزيفا بشكل واضح".

وأضافت: "بسرعة كبيرة، أثناء البحث وجدت النماذج التي يستخدمها المزورون في صنع الفسيفساء المزيفة".

 

لوحات مزورة

وقدمت فيلاجيو أمثلة على التزوير مستشهدة بلوحة تصور "العملاق الغاضب"، وبرأيها هي مستوحاة من الفسيفساء الشهيرة في فيلا رومانا ديل كاسالي في صقلية بإيطاليا، وهي أحد مواقع التراث العالمي المدرجة على قائمة اليونسكو.

وتابعت، بأن فسيفساء نبتون والأمفيتريت، التي تم تزييفها أيضا، اتخذت نموذجا رئيسيا لها فسيفساء عثر عليها في مدينة قسنطينة الجزائرية، التي كانت موجودة في متحف اللوفر في باريس منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وأضافت فيلاجيو إن "هناك مثالا واحدا فقط استلهم المزورون منه فسيفساء حقيقية من لبنان، وهي صورة معروفة للإله الروماني باخوس في المتحف الوطني في بيروت".

 

أدلة كثيرة

ومن جانبه، أوضح كريستوس تسيروجيانيس، المحاضر الضيف في جامعة كامبريدج الخبير البارز في دراسة سرقة الآثار والاتجار بها، أن الأدلة لا يمكن دحضها.

وقال إنه "إذا ثبتت صحة هذا الكشف، فسيكون ذلك محرجا للغاية لمكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن الأميركية"، الذي أعلن إعادة الآثار إلى لبنان في 7 سبتمبر الماضي.

وشرح تسيروجيانيس: "حتى لو لم تكن خبيرا، إذا وضعت القطعة المزيفة بجوار الفسيفساء الأصلية فسترى مدى تشابهها".

وأضاف أن المزورين ارتكبوا خطأ نسخ الفسيفساء الشهيرة التي يعشق السياح تصويرها، مع وجود صور متاحة لها على نطاق واسع على الإنترنت وفي المنشورات الأكاديمية، متابعا: "الأمر برمته مجنون. تقوم السلطات باستمرار بهذه الأمور دون استشارة الخبراء".

لكن متحدث باسم المدعي العام في منهاتن نفى هذه الاتهامات، وقال: "من أجل إعادة هذه الآثار إلى وطنها، كان على المحكمة تقييم الأدلة لدينا التي تضمنت تحليل الخبراء حول أصالتها، وتفاصيل مهمة حول كيفية الاتجار بها بشكل غير قانوني، ووجدت المحكمة بناء على الأدلة أن القطع أصلية".

&nb