ناسا تكتشف أملاحاً ومركّبات عضوية على أكبر قمر في النظام الشمسي

Cover

ميدار.نت - واشنطن

اكتشفت مركبة الفضاء جونو، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أملاحاً ومركبات عضوية على سطح غانيميد، والذي يُعدّ أكبر أقمار كوكب المشتري وأكبر قمر في نظامنا الشمسي.

وتم هذا الاكتشاف خلال تحليق مركبة جونو في يونيو 2021، حيث قامت المركبة بتحليل غانيميد باستخدام مطياف Jovian InfraRed Auroral Mapper (JIRAM)، وهي أداة تم تصميمها لدراسة الكيمياء والتفاعلات داخل الغلاف الجوي لكوكب المشتري وأقماره.

 

القمر الأكبر

ويتميّز غانيميد بأنه أكبر قمر في النظام الشمسي بعرض يبلغ 5268 كيلومتراً، مما يجعله أكبر حتى من كوكب عطارد.

ويحتوي غانيميد على محيط شاسع تحت قشرته الجليدية.

واكتشفت أداة JIRAM،أثناء التحليق بالقرب من غانيميد في عام 2021، أملاحاً مثل كلوريد الصوديوم المائي وكلوريد الأمونيوم وبيكربونات الصوديوم، وربما حتى مركبات عضوية معروفة باسم الألدهيدات الأليفاتية.

ويمكن أن يساهم اكتشاف هذه المركبات والأملاح، في توضيح كيفية تشكل غانيميد وتطوره، وقد يسلط الضوء على التركيب الكيميائي لمحيطه تحت السطح.

 

منطقة محميّة

وعلى الرغم من أن كوكب المشتري يتمتع بمجال مغناطيسي قوي يجعل من الصعب للمركبات العضوية والأملاح البقاء على سطح أقماره، إلا أن المنطقة المحيطة بخط الاستواء لغانيميد تبدو محمية بشكلٍ كافٍ من الإلكترونات والأيونات الثقيلة الناتجة عن المجال المغناطيسي لكوكب المشتري.

وأشار سكوت بولتون، الباحث الرئيسي في برنامج جونو من معهد أبحاث الجنوب الغربي في سان أنطونيو، إلى أنهم وجدوا أملاحاً ومواداً عضوية بوفرة في التضاريس المظلمة والمشرقة عند خطوط العرض التي يحميها المجال المغناطيسي، مما يشير إلى وجود محلول ملحي عميق في المحيط وصل إلى سطح غانيميد المتجمد.

وتلمّح الأملاح والمركبات العضوية هذه إلى وجود نشاط حراري مائي عميق تحت سطح غانيميد، أو تفاعلات بين محيطه السائل تحت السطح والصخور العميقة داخل الكوكب.

وختم العلماء بأن التفاعل المكثف بين الماء والصخور قد يحقق توازناً مع وجود أملاح الصوديوم كمؤشر على التغير المائي داخل غانيميد، لكن هناك أيضًا احتمال وجود عوامل أخرى تسهم في تكوين هذه الأملاح بخلاف نشاط المحيط الداخلي المالح.

ويفتح هذا الاكتشاف أبواباً جديدة لفهم محيطات الأقمار الجليدية وتكوينها ويمثل إضافة قيمة للبحث الفلكي حول أقمار المشتري وأجسامه الفلكية الأخرى في نظامنا الشمسي.