مهندس عبقري أنقذ مليار شخص في الهند

Cover

ميدار.نت - نيودلهي

 كانت الهند تشكو الفقر والأمراض والجهل، وكان الهجرة حلماً لكل الشباب.

 الدكتور المهندس باليغاBaliga  كان يعمل رئيساً لمؤسسة تطوير الإلكترونيات الحكومية في الهند، تساءل: "لماذا نجعل اولادنا يهاجرون للشركات الاجنبية ولماذا لا نجعل الشركات الأجنبية هي التى تهاجر إلينا؟".

خطّط لانشاء مدينة إلكترونية لصناعة تقنيات المعلومات على مدى 10 سنوات لتعليم وتأهيل مليون طالب لتكنولوجيا المعلومات .

حكومة بلاده وثقت به ومنحته صلاحيات كاملة، كما خصّصت له منطقة كبيرة جنوب مدينة بنغالور الفقيرة لتنفيذ "مجمع المدينة"، فأنشأ 7 معاهد تكنولوجية متطورة ألحق بها 50 الف طالب متفوق في أول سنة، وأاعطى لكل طالب جهاز لابتوب وخط إنترنت مجاناً.

 كما بعث 2400 طالب متفوق منهم ليتعلموا فى أمريكا وإنجلترا وألمانيا ، ساهم الذين عادوا منهم بتعليم الطلبة الجدد، فيما حرص الذين استقروا فى الخارج على زيارة مجمع المدينه لمدة شهر على الأقل كل عام لنقل خبراتهم .

 

تسهيلات مشروطة

وليشجع الشركات الأجنبية على الاستثمار في الهند، منحها الأراضي مجاناً، وأعفاها من الضرائب شريطة تشغيل 1000 هندي فى كل شركة .

وحرص باليغا على زيارة كل الشركات العالمية الكبرى بنفسه ليعرض عليهم كل هذه التسهيلات .

نجح المشروع، وانتقلت له أكبر 103 شركات تكنولوجية عالمية، مثل: ( فيربو، هيوليت باكرد، موتورولا، إنفوسيس، سيمنز، آي تي، ساتيم) .

وبعدما تعلم الهنود من تلك الشركات، أنشؤوا حوالي 1500 شركة هندية خالصة لعمل البرامج، والكوول سنتر .

وحينها، قررت الحكومة الهندية إنشاء 3 مدن إلكترونية فى مدن هندية اخرى .

 

قطف الثمار

الآن مدينة بنغالور وحدها، تصدّر برامج وخدمات تكنولوجية بـ33 مليار دولار مع أن عدد السكان فى مدينة بنغالور تضاعف 4 مرات فى آخر 20 سنة، من 3 مليون الى 11 مليون نسمة، إلا ان متوسط دخل الفرد زاد 11 مرة، وأصبحت بنجالور مدينة عصرية حديثة جداً.

ولم يقف طموح الهند عند هذا الحد، فهي الآن تدرّب نحو 4 ملايين طالب في 1832 مؤسسة تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة من تقنيات البلازما، والنانو، والخلايا الجذعية، وأشباه الموصلات، وكل المجالات الحديثة في العالم لتلحق بركب التطور.

لا يوجد طريق آخر لنهوض الدول سوى التعليم، وهو الذي قامت به كل من الدول ألمانيا واليابان فى الخمسينات، و سنغافورة في الستينات، و الصين فى السبعينات، و النمور الآسيوية فى الثمانيات، و الهند في التسعينات، و تركيا والبرازيل في سنة 2000، وإثيوبيا ورواندا في سنة 2010.

وكل هذه الدول نهضت فى أقل من 10 سنوات بعد إصلاح التعليم .