مغامرة هروب كارولس غصن في اليابان تتحول لقصة مصورة

ميدار.نت - بيروت
موسيقى وثقافة
لبنان
17 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت - بيروت

ألهمت قصة هروب رجل الأعمال اللبناني الأصل كارلوس غصن من سجنه في اليابان، مخيلة الكاتبة والمصورة ميشيل ستانديوفسكي والرسام محمد قريطم، لتأليف كتاب مصور يسرد تفاصيل هذه المغامرة.

وسيصدر الكتاب في بيروت باللغة الفرنسية، عن منشورات «سمير»، وهو نتاج 4 لقاءات قامت بها المؤلفة الفرنسية مع غصن، وأمضت معه ما مجموعه 8 ساعات، روى فيها التفاصيل المدهشة لعملية الهروب.

 

تفاصيل الهروب

وقبل يومين من نهاية عام 2019، وبعد 110 أيام من الإقامة الجبرية في اليابان والملاحقة القضائية بسبب تهم مالية، تمكن كارلوس غصن، المدير العام ورئيس شركتي «نيسان» و«رينو» للسيارات، من الهرب والوصول إلى بيروت متخفياً في حقيبة لمعدات موسيقية.

 

عدم التعاطف

لم تكن ستانديوفسكي المدرّسة في أكاديمية الفنون الجميلة في لبنان، متحمسة للكتاب حين اتصل بها الناشر وعرض عليها فكرته، فالموضوع مختلف عما اعتادت أن تفعله، كما أنها لم تكن تتعاطف مع رجل الأعمال الهارب.

 لكن الكاتبة الفرنسية، وافقت حين عرفت أن الكتاب المطلوب هو من النوع الذي يمزج بين الحقيقة والخيال، مع نبرة ساخرة لا تهدف لمحاكمة غصن ولا للدفاع عنه، بل تركز على تفاصيل نقل رجل في علبة لآلة موسيقية.

وعملت الفنانة الفرنسية مع فريق ضم الصحافي أنطوني سمراني، رئيس تحرير صحيفة «لوريان لوجور»، وهو الذي قاد المقابلات مع كارلوس غصن، كما رسم اللوحات محمد قريطم؛ لأن رسومه، في رأيها، تجمع بين الأناقة والهزل.

وشرحت ستانديوفسكي عن دورها خلال المقابلات، إذ تدخلت لتطرح أسئلة تبدو ساذجة لكنها أفادتها في بناء ملامح الشخصية؛ مثل عما يتناوله في الفطور، ونوع الأحذية التي يرتديها.

لم تنبهر ستانديوفسكي بأجواء المنزل البيروتي التقليدي الجميل، ولا بكونه يستشهد كثيراً بعبارات للإمبراطور نابليون، لكنها لاحظت أن كارلوس غصن يعيش في فقاعة؛ فهو يكرر مرات عدة أن مرتبه من الشركات اليابانية والفرنسية كان دون استحقاقه، وهو أقل كثيراً مما كان يحصل عليه لدى شركة «جنرال موتورز». أما زوجته فقد فاجأتها ببساطتها وبنظرات الحب التي تحيط بها زوجها.

وفي صفحات الكتاب يظهر كارلوس غصن وهو يحاول أن يتأقلم مع العادات اليابانية في تناول «السوشي» بالعصا الخشبية، أو المعاناة من ألم الظهر بسبب كثرة الانحناء عند تبادل التحية. وقد لجأت المؤلفة إلى حيلة للتعليق على بعض أقواله التي يمتدح فيها نفسه؛ فهو عندما يؤكد أنه كان قريباً من مرؤوسيه، تظهر في فضاء الصفحة دائماً شخصية خيالية لتذكيره بأنه لم يرتبط بصداقة مع أي من العاملين معه.