مغارة الهيروين و منظم المخ لعلاج الإدمان

ميدار نت
صحة
05 أبريل 2022
Cover
تعد مشكلة الإدمان من اكبر المشاكل التي تحاربها الحكومات، وبعضها أتجه لسبل مبتكرة لتعامل مع هذه الأزمة ، لتفكير خارج الصندوق للحد من هذه الآفة المجتمعية والصحية. 
 
مغارة الهيروين 
 
فإتخذت دراسة لجامعة هيوستون الأميركية، من مغارة الهيروين إذ يضع المدمنون على رؤوسهم جهازا للواقع الافتراضي يجعلهم يتوغلون في "مغارة الهيروين"، مما قد يساعدهم على الخروج من دائرة الإدمان.
 
ويجعلهم الباحثون يدخلون إلى حفل افتراضي في منزل مليء بالمحفزات التي تنشط الإحتياج إلى المخدرات لتمرين من يعاني من الإدمان على أن يفعل ذلك في العالم الحقيقي.
 
وأكد الباحثون إن محاكاة البيئة التي ينتشر فيها الهيروين والحفل الذي يتم خلاله استنشاق وتعاطي المخدر بالحقن تطلب نحو عام كامل لتحقيق أكبر قدر من الواقعية.
 
وخلال الدراسة يتم استخدام نظاما مزودا بثماني كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء تجسد البيئة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي يمكن للمشاركين التعامل معها في غرفة للواقع الافتراضي أطلق عليها اسم "مغارة الهيروين".
 
 نظارة الواقع الإفتراضي
 
أما الصين تستخدم تكنولوجيا الواقع الافتراضي للكشف عن مدى إدمان متعاطي المخدرات ونوع العلاج الذي يحتاجونه لمساعدتهم على تغيير حياتهم.
 
يتبع أحد مراكز إعادة تأهيل مدمني المخدرات بضواحي شانغهاي، نظام الغرف المزودة بشاشات الكمبيوتر، بحيث يشاهد المدمن صورا متنوعة من خلال نظارة الواقع الافتراض نابضة بالحياة لشاب وامرأة يجلسان على أريكة ويشربان مشروباً واضحًا من خلال زجاجة صغيرة، وبينما يتابع المدمن تفاصيل المشهد، تلتقط القصاصات الملصقة بـ3 أصابع على يده اليسرى ردود أفعاله الجسدية.
 
تظهر المرأة التي يراها في المشهد المعزز من الواقع الافتراضي وهي تقدم له المشروب، وتحفزه على مشاركتهم الشرب، يظل الشخص الخاضع للتجربة أثير المشهد لفترة زمنية فإذا بادر بتغيير المشهد اثناء ملاحظة المراقبون له فيعني ذلك أقلاعه عن الأدمان، أما إن ظل معلقا في هذا المشهد لفترة من الزمن، فهذا يدل أنه لا يزال مهتمًا بعض الشيء بتعاطي المخدرات.
 
حبة سحرية 
 
طور باحثون في جامعة سيدني الأسترالية حبوباً دوائية جديدة، يقولون إنها قادرة على علاج إدمان الكحول والمخدرات، وأمضى الباحثون، أكثر من 10 سنوات لتطوير الدواء الذي أطلقوا عليه اسم "سوك1"، استجابةً للآثار المدمرة للإدمان في أستراليا، وهو مصنوع من هرمونات الأوكسيتوسينات، التي تعمل منظماً قوياً للتفاعل الاجتماعي والتناسل.
 
وأظهرت التجارب على الفئران، فعالية الدواء الجديد، في علاج الإضطرابات الناتجة عن تعاطي المخدرات، حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، وتشير التقديرات، إلى أن 15% من الوفيات السنوية في العالم ناتجة عن المواد المخدرة، وإساءة استعمالها.
 
عمليات جراحية 
 
خضع أحد المدمنين لعملية جراحية في الدماغ بجامعة وست فرجينيا، بمعهد روكفلر لعلوم الأعصاب، وذلك باستخدام تقنية تسمى التحفيز العميق للدماغ أو DBS ، التي كانت تستخدم في الماضي كعلاج لمرض باركنسون لكنها تستخدم أيضاً لاضطراب الوسواس القهري وفي التجارب السريرية لعلاج الاكتئاب إلا ان استخدامها لعلاج الإدمان، بعملها الخفي مع التحفيز والمكافأة والرغبة يتمتع بفرصة قليلة للنجاح.
 
وخلال العملية الجراحية يعطي المريض مخدراً موضعياً، ثم يتم حفر ثقب في الجمجمة قبل إدخال أقطاب كهربائية من خلال قطعة سلك رفيعة لا يزيد عرضها على ملليمتر واحد.
 
ويستلقي المريض بعد ذلك وهو مستيقظ، ليعرض عليه الأطباء صور أكوام من المخدرات، وصوراً أخرى تهدف إلى إثارة الرغبة الشديدة في تناولها، بينما يضبط الأطباء مكان الأقطاب الكهربائية، بناءً على ردود فعل دماغ المريض، للوصول إلى المناطق المسؤولة عن الرغبة الشديدة في تناول المخدرات والتأثير عليها للتحكم في هذه الرغبة ومحوها.
 
وأكد العلماء أن هذه التقنية الجديدة تحفز أيضاً منطقة القشرة الأمامية للدماغ، وهي منطقة حيوية للتفكير واتخاذ القرارات، تتضرر في الأغلب من جراء تعاطي المخدرات بكثرة، وتوصف هذه الاداة بأنها "منظم للمخ"، على غرار جهاز تنظيم ضربات القلب.