ميدار.نت - القاهرة

تسعى مصر لخفض حجم المستورد من القمح، في ظل أزمة نقص الحبوب عالميًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ونقص النقد الأجنبي اللازم للاستيراد.

ولتحقيق هذه الغاية تتجه مصر لزراعة أكبر مساحة من محصول القمح في الموسم المقبل، وزيادة مساحة الأراضي المستصلحة بشرق وغرب القاهرة، والتوسع في التقاوي عالية الجودة والإنتاجية.

 تبلغ مساحة الأرض المزروعة من محصول القمح 3.659 مليون فدان بإجمالي إنتاجية حوالي 10 ملايين طن، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة.

السنوات الماضية

ونجحت مصر خلال السنوات الأخيرة الماضية في زيادة حجم الإنتاج المحلي من القمح من 9.36 مليون طن في عام 2014 إلى 10 ملايين طن هذا العام بنسبة نمو 8%.

ومقابل ذلك تراجعت واردات القمح من 14.9 مليون طن في عام 2014 إلى 9.02 مليون طن العام الماضي، بنسبة انخفاض 39.5%، وفقًا لبيانات حكومية.

ولكن من أين ستأتي مصر بهذه المساحات؟ وللإجابة على الأمر أوضح نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، إن الدولة ستعتمد على الأراضي الصحراوية المستصلحة بشرق وغرب البلاد لتحقيق هدفها في زراعة أكبر مساحة من محصول القمح في الموسم المقبل.

وشرح أن حجم المساحة المزروعة من القمح هذا العام تمثل نحو ثلث الرقعة الزراعية للبلاد، ولذا من الصعب زيادة هذه المساحة إلا من خلال الأراضي المستصلحة، خاصة مع وجود محاصيل شتوية أخرى يجب زراعتها لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير.

أكد أبو صدام، أن زيادة إنتاجية القمح أصبح أمرًا لا غنى عنه في ظل الأزمة العالمية في إمدادات الحبوب، مما يتطلب العمل على التوسع الأفقي من خلال الأراضي المستصلحة، والتوسع الرأسي عبر الاعتماد على تقاوي عالية الإنتاجية، وتغيير طرق الزراعة من خلال التحول إلى الزراعة على المصاطب، والري بالتنقيط بدلًا من الغمر في ظل ندرة المياه.

واستبعد نقيب الفلاحين تأثر مصر على المدى القصير من انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب، وأرجع الأمر لعاملين، الأول تزامن الفترة الحالية مع موسم توريد القمح، الذي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، والثاني ارتفاع حجم المخزون من الأقماح التي تكفي احتياجات البلاد حتى نهاية العام.

وأضاف النقيب أنه على المدى البعيد قد يؤثر ذلك على تكلفة استيراد مصر من القمح بسبب زيادة الأسعار عالميًا، لكنه لن يؤثر على المتاح من القمح في السوق المحلي، بعد أن اتجهت مصر لتنويع الأسواق المصدرة خلال الفترة الماضية.

تسلمت مصر 3.8 مليون طن قمح من السوق المحلي منذ بداية الموسم بنسبة 91% من حجم المستهدف هذ العام، وفقًا لتصريحات رسمية لوزير التموين علي المصيلحي، الذي أكد أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفي البلاد أكثر من 5 أشهر.

&nb