متحف سويسري يرفض إعادة لوحة "ملهمة الشاعر"

ميدار.نت - بازل
موسيقى وثقافة
17 يناير 2024
Cover

ميدار.نت - بازل

رفض متحف الفنون الجميلة في بازل السويسري، إعادة لوحة للرسام الفرنسي هنري روسو، سبق واشتراها من كونتيسة ألمانية في العام 1940، بحجّة أنها سلعة «هُربت» ولم تتعرض «للنهب» في حقبة النازية.

وأشارت المؤسسة الثقافية إلى أنه في العام 2021 «طلب محامو شخص يدّعي خلافة شارلوت فون فيسديلين من متحف الفنون الجميلة في بازل التحقيق في ملابسات عملية الاستحواذ على لوحة «La muse inspirant le poete» («ملهمة الشاعر» - 1909) .

 وبعد عام، في 2022، طلب هذا الفريق القانوني إعادة اللوحة، ولكن بحسب دراسات أجراها المتحف، توصل إلى أن هذه اللوحة تندرج في إطار السلع التي يتم التعامل معها في سويسرا على أنها سلع هُربت.

ويعتبر المتحف أن إعادة «السلع الهاربة» استثناء وأنه لا يوجد حقّ في استرداد هذه اللوحة، وأشار في الوقت نفسه إلى أن «مفاوضات من أجل التوصل إلى حل عادل ومنصف تمت التوصية بها وقد بدأت بالفعل».

 

السلع الهاربة

 ويُستخدم مصطلح «السلع الهاربة» للإشارة إلى الممتلكات الثقافية التي أخذها أصحابها معهم خلال فرارهم من النازيين إلى المنفى، وذلك بحسب تقرير نشرته قبل أكثر من 20 عامًا لجنة خبراء مستقلين سويسرية درست دور سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية.

وشرح متحف الفنون الجميلة في بازل، أنه على عكس الأعمال الفنية المنهوبة، يشير مصطلح 'الفنّ الهارب' إلى أعمال فنية أخذها أصحابها معهم وباعوها في بلد ثالث آمن مثل سويسرا بسبب الاضطهادات النازية.

وأضاف المتحف: «كان يُعرض على أصحاب اللوحات الهاربة سعرًا يتماشى جزئيًا مع سعر السوق الذي يمكنهم تحديده بحرّية».

وبالفعل حصل المتحف السويسري في العام 1940 على لوحة الرسام التشكيلي الفرنسي روسو من الكونتيسة شارلوت فون فيسديلين، مقابل دفع ثمنها المتفق عليه.

 

هنري روسو

ولد هنري روسو في لافال في 1844، وعاش الـ 40 عاماً الأولى من حياته عيشة غامضة بعيداً عن الأوساط الفنية، وتعتبر بدايات ظهوره الحقيقية في 1885، حين بدأ يعرض وبانتظام في صالون المستقلين.

 وعلى الفور حقق نجاحاً ودهشة إزاء عمله، ما جعله يتقاعد العام 1894 من وظيفته الحكومية ليتفرغ للرسم نهائياً، وظل ذلك دأبه حتى رحيله في 1910.

لكن نجاح روسو الفوري لم يضمن له اعتراف النقاد الذين راحوا يتساءلون باستنكار عن جدوى ذلك الفن الطفولي.

 وفي المقابل تمكنت لوحات روسو الأولى من أن تثير حماسة الأوساط الفنية الطليعية، ولا سيما الرسام روبير ديلوني وبيكاسو والشاعرين الفريد جاري وغيوم أبولينير، اللذين راحوا يدافعون عنه بحرارة.