بقلم: محمد المر

من المتاحف الأثرية التي افتتحت مؤخراً في اسطنبول متحف ( تكفور سراي ) Tekfur Sarayı و تعني قصر الحاكم، وقد زرناه في صباح جميل جوه منعش .

وللمبنى تاريخ طويل وحافل وعجيب، تعددت فيه استخداماته منذ بناه الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثامن باليولوغ ( توفي عام 1289 م ) لابنه قنسطنطين باليولوغ.

ويقع القصر في أعلى نقطة في إسطنبول في الركن الشمالي الغربي من المدينة وتسيطر أسواره ودفاعاته على منطقة القرن الذهبي و حي بيرا و باقي مناطق إسطنبول البيزنطية.

استمر المبنى كقصر إمبراطوري بيزنطي إلى أن دخلت قوات محمد الفاتح إسطنبول، واستولت عليها عام 1453 م .

بعد الفتح العثماني لإسطنبول استُخدم القصر  في القرنين 16 و 17 كحديقة للحيوانات الملكية، ثم أُخلي من الحيوانات في نهاية القرن 17 ، و تحول لفترة إلى دار للدعارة العمومية .

وفي عام 1719 تحول قصر تكفور إلى مصنع لإنتاج سيراميك يشبه سيراميك إيزنيك الشهير مع تأثيرات أوروبية فنية (و توجد في المتحف نماذج سيراميك باهرة فيها آيات قرانية و زخارف عثمانية  فائقة الروعة و الجمال) .

واستمر العمل في المصنع الى نهاية القرن الثامن عشر، وفي بداية القرن التاسع عشر تحول الى ملجأ لفقراء اليهود.

في بداية القرن العشرين استخدم لفترة وجيزة كمصنع لانتاج العبوات الزجاجية، وأُهمل القصر بعد ذلك إهمالاً تاماً ما أدى الى انهيار بعض أسقفه و جدرانه، إلى أن التفتت السلطات التركية مؤخراً إلى أهمية القصر التاريخية فرممته وحولته إلى متحف فتح أبوابه للجمهور عام 2021 .

المتحف جميل و يستأهل الزيارة لأهميته كمبنى اثري بيزنطي فريد من الآثار البيزنطية المعمارية القليلة الباقية في إسطنبول.