متجاوزة التوقعات... أدخنة حرائق غابات كندا تقترب من أوروبا

ميدار.نت - أوسلو
كندا
حرائق الغابات
10 يونيو 2023
Cover

ميدار.نت - أوسلو

وصلت أدخنة حرائق غابات كندا لخارج حدود أميركا الشمالية واقتربت من النرويج على الساحل المقابل في أوروبا، ما فاق توقعات الجميع ودفع الدول لاتخاذ احتياطاتها من وصول تداعيات تغيّر المناخ في أي مكان إليها.

وأفاد معهد أبحاث البيئة والمناخ التابع للدولة الإسكندنافية، برصد دخان ناجم عن حرائق كندا، إلا أن باحثين قالوا إن الرصد "ضعيف جدا" لجزيئات الدخان منذ الإثنين؛ بما لا يشكّل مشكلة بيئية أو صحية جدية.

 

مسار الأدخنة

وبدأت رحلة عبور أدخنة الحرائق الحدود بوصولها للولايات المتحدة، خاصة نيويورك التي غطّت معالمها سحب كثيفة من الدخان.

  ووصلت الأدخنة إلى ولاية فرجينيا التي أصدرت إدارة الجودة البيئية التابعة لخدمة الأرصاد الوطنية فيها تنبيها من المستوى الأحمر بشأن جودة الهواء، وأوقفت إدارة الطيران الفيدرالية بعض الرحلات من وإلى مطارات نيويورك وفرجينيا، بسبب انخفاض الرؤية.

واضطرت مدن على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى إصدار تحذيرات من تلوث الهواء.

ويوضح الخبير البيئي أيمن قدوري، عضو الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة، بأن دخان الحرائق انتقل إلى شمال شرق الولايات المتحدة الأميركية بفعل الرياح الإقليمية الغربية متجهة نحو الشرق.

    وتابع بأنه بسبب تزامن هبوب الرياح مع موجة حرائق عنيفة في كندا، حملت معها دخان الحرائق باتجاه الشمال الأميركي، ومن المتوقع أن تصل السحب الدخانية إلى وسط الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.

 

تحذيرات

وعن مخاطر هذه الأدخنة يتحدث قدوري، بأنها تحتوي على مركبات عضوية وغازات سامة يصل عددها إلى 250 مركبا وغازا، ناتجة من تحلل الأجزاء المحترقة، وتندرج تحت اسم PM2.5، أبرزها أحادي أكسيد الكربون الذي ينتشر بسرعة كبيرة جدا في الجو.

وأضاف، رائحة دخان الحرائق لا يشمها الناس، وهو ما يضاعف خطره؛ ويؤثّر على نسبة الأكسجين في الدم، ويُفقد الوعي، وقد تحدث الوفاة.

وينبّه عضو الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة للخطوات الواجب اتباعها في حالات التلوث بدخان الحرائق، من خلال لبس الأقنعة وعدم ممارسة أي نشاط خارج المنزل، استخدام بلديات المدن المتضررة المرشات المائية لتثبيط حركة الدخان وتحجيم انتقاله.

    وتابع: "للوقاية من حوادث قادمة، يلزم الاهتمام بزيادة الغطاء النباتي، وتحديدا الغابات؛ لأنها تعمل كمصد أول ضد حركة الرياح، وتمنع نشرها للأدخنة والحرائق إلى أماكن أوسع".

وتسببت الأدخنة الناتجة عن أكثر من 400 حريق للغابات في احتراق 3.8 مليون هكتار من الغابات الكندية، ودفعت عشرات آلاف السكان للنزوح خلال الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى صعوبات تنفّس لملايين الأشخاص، وتأجيل آلاف الرحلات الجوية في أنحاء الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

&nb