مبادرة توقظ "الجميلات النائمات" في مستودعات دور الأزياء

ميدار.نت - مدريد
الطاقة والبيئة
إعادة تدوير
21 أبريل 2024
Cover

ميدار.نت - مدريد

لم تعد "الجميلات النائمات" مرميات في مستودعات الأقمشة لشركات الأزياء، حتى يأكلها الغبار ويطولها النسيان، فهذه الجميلات جاء من يخرجهن ويعيدهن للواجهة ضمن مشروع تجاري وبيئي ناجح.

"الجميلات النائمات"، مصطلح ابتكره رومان برابو على بقايا الأقمشة التي لا تستخدمها دور الأزياء الكبرى بعد كل تشكيلة للمصممين، وهي تشكل كيلومترات من الأقمشة الفائضة التي تُحرق أو يتكدس عليها الغبار في المستودعات.

لهذا فكر الشاب باستثمار هذه الأقمشة وأسس مع شريكين آخرين، منصة «نونا سورس» الإلكترونية، باعت العام الفائت نحو 280 كيلومتراً من الأقمشة، ونحو 140 ألف قطعة من الملابس.

وتزدهر هذه السوق بين المصممين  الصاعدين، فهي توفر لهم أقمشة جيدة بأسعار مقبولة، ومن بينهم الإسباني أرتورو أوبيخيرو (31 عاماً) الذي نشأ قرب البحر، تعلم من مدينته الصغيرة تابيا «احترام الطبيعة».

ومنحته «نونا سورس» فرصة له اكتساب بعض الزبائن، ففي محترفه الصغير الذي أقامه في منزله، على سبيل المثال، ابتكر ثوباً أسود من الدانتيل الإسباني ارتدته نجمة البوب بيونسيه في جولتها «رينيسانس».

وقال بوخيرو: «يولي الناس المزيد من الاهتمام بأصل ما يشترونه، لكنّ عرض قطع مستدامة عليهم بسعر معقول، يصبح بالفعل أمراً صعباً».

 

مكتبة الأقمشة

وانتشرت مبادرات مشابهة لـ «نونا سورس» في فرنسا وخارجها، ففي باريس، تقام عملية البيع المرتقبة لـ«تيسوتيك» أو«مكتبة الأقمشة»، المتخصصة في فائض الأزياء الراقية، في الفترة الممتدة بين 14 إلى 17 يونيو المقبل.

وأوضحت ايلين فالاد، مديرة التنمية البيئية في مجموعة «إل في إم إتش» أن الأولوية هي «لتطوير قواعد ما هو جميل، أو مواكبة هذه التقاليد الجديدة، ولو مع بعض التأخير»، مضيفة أنه «قبل عشرة أعوام، عندما كنا نرتدي قطعة معاداً تدويرها، كان يجدها الجميع قبيحة. ولكن لم تعد الأمور حالياً كما كانت في السابق».

وفي نظر بعض مراقبي التحول البيئي، تعتبر مبادرة «إل في إم إتش» إيجابية، لكنهم يحذرون من أن يكون الأمر مندرجاً في إطار ما يُعرف بـ«التبييض البيئي» أو «غرين ووشينغ».

ولم يعد ثمة خيار أمام دور الأزياء العملاقة التي تخضع لمراقبة شديدة، سوى المخاطرة، والاستعداد للانتقال إلى إدارة أفضل لاستهلاك المياه في مرحلة التصنيع أو حتى استخدام الجلود النباتية.

ورأت دانا توماس التي أصدرت كتاباً استقصائياً «فاشنوبوليس» عن التأثير البيئي للأزياء أن هذه الشركات «لن تستطيع أبداً الادعاء بأنها صديقة للبيئة ما لم تُزل مادة الكلوريد المتعدد الفينيل البلاستيكية من عملياتها الصناعية وخصوصاً لدى دار لوي فويتون».

&nb