تبدأ مرحلة انقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة عند غياب الطمث 12 شهراً متتالياً، ما يدل على توقف المبيضين عن القيام بوظيفتهما في إفراز البويضات وهرموني الأنوثة، الإستروجين والبروجسترون. وتكمن مشاكل هذه المرحلة في التغييرات المزعجة التي يمر بها الجسم، ما يجعل كثيرات يلجأن إلى علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات التعويضية. فما هو هذا العلاج؟ وهل يصلح لجميع النساء في هذه الفترة الحرجة؟
تميل كثير من السيدات إلى علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات، للأسباب التالية:
_ يعتبر المبيضان المصدر الأساسي للهرمونات الأنثوية التي تتحكم في تطور خاصيات جسم الأنثى، كتشكل الثديين وقوام الجسم والشعر، وانتظام العديد من الوظائف الحيوية الأخرى، ومعنى توقف الدورة الشهرية أن هذه المزايا ستأخذ بالتراجع.
_ لهرمون الاستروجين دور في تقوية العظام، لهذا يمكن أن تصاب المرأة بهشاشة العظام في سن متقدم بعد انقطاع الدورة الشهرية.
يعتمد علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات على إعطاء المرأة تركيبة من هرموني الاستروجين والبروجسترون للسيطرة على أعراض هذه المرحلة، كموجات حرارة الجسم والتصبب عرقا، والاكتئاب والأرق، ولا يزال هذا العلاج الأكثر فعالية ضد هذه الأعراض رغم ما بينته بعض الدراسات من ارتباطه بالعديد من الآثار الجانبية.
يتم علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات من خلال أحد الأشكال التالية:
_ تناول الهرمونات على شكل أقراص.
_ أخذ الهرمونات عبر الجلد، من خلال استخدام شريط لاصق يوضع على البشرة.
_ أخذ الهرمونات من أقراص منع الحمل، كونها تحتوي على الهرمونين الأساسيين، لذلك توصف هذه الأقراص لبعض السيدات في بداية سن انقطاع الدورة الشهرية كي توقف النزيف الذي قد يصبن به أحياناً.
_ أخذ الهرمونات موضعيا عن طريق المهبل باستخدام مرهم الاستروجين.
ويتضمن علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات إدخال هرمون آخر إلى التركيبة الموصى بها، البروجستين، وهو هرمون شبيه بالبروجسترون، يصنعه جسم الإنسان، حيث يرى أغلب الأطباء أن اخذ الاستروجين دون البروجستين قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم، علماً أن السيدات اللواتي يعانين من انقطاع الدورة الشهرية بسبب استئصال الرحم مستثنيات من هذا العنصر الإضافي، حيث يمكنهن اخذ البروجستين وحده.
أثبت علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات لدى معظم السيدات اللائي خضعن له فعالية في الوقاية أو تخفيض احتمالات الإصابة بعدة أمراض، أهمها:
_ هشاشة العظام.
_ سرطان القولون.
_ أمراض القلب.
حتى 2002، كان علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات للتغلب على الأعراض المزعجة هو ما ينصح به اغلب الأطباء مريضاتهم. رغم ذلك، تواصلت الأبحاث حول إيجابيات وسلبيات هذا العلاج، واتضح مع تراكم التجارب أنه قد يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي والسكتة الدماغية وتجلط الدم، إلا أن نسب الإصابة تبقى ضئيلة عموماً، لذا يعتبر الأطباء حالياً أن العلاج ليس موصى به لجميع النساء، ويجب الامتناع عنه للواتي يعانين من هذه الحالات:
_ سوابق في الإصابة بسرطان الثدي.
_ أمراض القلب التي يصعب السيطرة عليها.
_ تجلطات دموية سابقة.
على المرأة التي لا تسبب لها أعراض هذه الفترة انزعاجاً ألا تتبع نظام علاج انقطاع الدورة الشهرية بالهرمونات لمجرد الوقاية من الأمراض سابقة الذكر، وعلى كل امرأة التحدث مع طبيبها لتعرف منه إن كانت هناك أي ادوية أخرى تساعدها، أو أي تغيير في نمط حياتها وتغذيتها يمكن أن يخفف من حدة الأعراض، بناء على معرفة الطبيب بتاريخها المرضي وخصوصية حالتها.