ما مخاطر العنف اللفظي ضد الأطفال وما بدائله التربوية

Cover

ميدار.نت - دبي

يتعرض الأطفال إلى العديد من تجارب العنف اللفظي، متفاوت الشدة بين طفل وآخر، إما من قبل الأهل أو في المدرسة وأماكن مختلفة، وبينما تنحاز بعض أساليب التربية إلى هذا النوع من التوبيخ كوسيلة لتصويب السلوك الخاطئ، يجد خبراء علم النفس العنف اللفظي ضد الأطفال خطيراً بجميع درجاته، محذرين من تركه آثاراً نفسية سيئة تلازم الطفل طوال حياته.

 

كيف يبرر البعض العنف اللفظي ضد الأطفال؟

يسوق كثير من الأهل تبريرات مختلفة للعنف اللفظي ضد الأطفال، مثل القول إن التعنيف كان ضرورياً للطفل لتجنيبه الأذى المحتمل أو المتخيل، كما يحدث للطفل الذي يترك يد أمه في السوق ليقف على واجهة محل الألعاب، أو يفتح أدراج المطبخ بدافع الفضول، أو يعبر عن غضبه بالصراخ لأنه لا يجد وسيلة تعبير أخرى مناسبة، وغير ذلك من المواقف التي تدفع الأهل إلى تعنيف أبنائهم، لوحدهم أو أمام الآخرين، وقد يكون سبب التعنيف اللفظي أقل كثيرا من كل ما سبق، لدرجة يصبح معها العنف اللفظي هو الوسيلة الأولى دائماً بذريعة توجيه الطفل، وتخويفه حتى لا يكرر فعلته ثانية.

 

عبارات لا تخلو من العنف اللفظي ضد الأطفال

لا تخلو تجربة أي والدين من ممارسة العنف اللفظي ضد الأطفال، وقد يتم ذلك بشكل غير مباشر، أو بطريقة يعتقد الوالدان أنها توجيهية وعادية، مثل: (إنك بهذا الفعل تدل على أنك ولد غير مهذب)، أو (لماذا لا تحافظ على ثيابك نظيفة مثل صديقك؟)، أو (الأطفال المهذبون لا يتصرفون هكذا)، وصولاً إلى عبارة مثل (الطفل القوي لا يبكي).

 

مخاطر العنف اللفظي ضد الأطفال

يرى الأطباء النفسيون من خلال تجاربهم العديدة، أن العنف اللفظي ضد الأطفال يخلّف بداخلهم هذه الآثار التي يصعب محوها:

_ شعور الطفل أنه سيء لذاته، لا لتصرفاته، كما يحدث عند وصف الأهل للطفل بأنه ولد شرير مثلاً، بدلاً من وصف سلوك محدد له بأنه سيء.

_ تحطيم غرور الطفل واحترامه لذاته لسنوات طويلة، لدرجة أن يصف نفسه أمام الناس علانية بأنه شخص سيء.

_ ميل الطفل إلى تعنيف نفسه، كسباً لرضا والديه أو أياً كان الشخص الذي يمارس العنف اللفظي بحقه.

_ الإصابة بالعدائية تجاه الآخرين، لا سيما إذا تم تعنيفه أمامهم، فيشعر بالكراهية تجاههم أو الرغبة في إيذائهم.

_ الإصابة بالاكتئاب، وبأنه منبوذ بسبب أخطائه.

_ ربط العديد من الباحثين العنف اللفظي ضد الأطفال بمعاناتهم لاحقاً من مشاكل الإدمان واضطرابات الأكل والاضطرابات الجنسية المختلفة.

 

بدائل تربوية لتجنب العنف اللفظي ضد الأطفال

يبني الطفل تقديره لذاته على رأي الآخرين فيه، لذا لا بد للأهل والمدرسين تفادي ممارسة العنف اللفظي ضد الأطفال تجنباً لتراجع ثقتهم بأنفسهم، ما سيحرمهم من شجاعة التجربة والاكتشاف. إليك بعض النصائح في هذا السياق:

_ لا بد من معرفة أن الطفل بطبيعته أناني، وفضولي ومحب للتملك، وليس لسوء خلق فيه، بالتالي كلما تقبل الأهل هذه الحقيقة، يقل ميلهم إلى تعنيف طفلهم أو انتقاده باستمرار.

_ يجب فهم الدوافع وراء سلوك الطفل، وتوعيته الطفل بعاقبة سلوكه، دون زجر أو إهانة، واعتبار أي تجربة له بمثابة تعزيز لخبراته حتى لا يرتكب فعلاً مماثلاً.

_ معاملة الطفل باحترام لا يقل عن الاحترام الموجه للكبار، فالطفل لديه استعداد لا شعوري لتطوير نفسه وقدراته ووعيه الاجتماعي، ووجوده في بيئة يعامل أفرادها بعضهم بعضاً باحترام، سيؤدي إلى اكتسابه هذه السمة، والشعور بالتقدير تجاه ذاته والآخرين، فضلاً عن قدرته على التعاطف مع الناس وفهم دوافعهم.

_ رسم حدود معتدلة لسلوك الطفل، ومعنى ذلك ألا يتم تعنيفه بشدة إذا مارس سلوكاً بدافع الاستقلال الذاتي، فهو ميال لذلك بالفطرة لقلة خبرته، كما أن محاولاته للاستقلال كفيلة بإكسابه تجارب مفيدة.

_ إطلاق الوصف السلبي على سلوك الطفل، وليس عليه شخصياً، كالقول: (إن تخريبك للعبة أمر سيء)، وليس (أنت سيء لأنك خربت اللعبة).

 

أخبار قد تهمك:

طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟

الطفل المتنمر كيف نتعامل معه ومع ضحاياه