لماذا قيادة جديدة للبنك الدولي؟ (بقلم: حسين القمزي)

مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي
فيديوهات
مقالات
06 مارس 2023
Cover

مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

رشحت إدارة بايدن رجل المال المُخضرم في وول ستريت أجاي بانغا لقيادة البنك الدولي. سيحل بانغا محل الرئيس المنتهية ولايته ديفيد مالباس، الذي أعلن قبل أسابيع قليلة أنه سيتنحى عن منصبه. شغل بانغا مؤخرًا منصب نائب رئيس مجموعة الأسهم الخاصة جنرال أتلانتيك، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة لماستركارد. يأتي ترشيحه للبنك الدولي، الذي يهدف الى التخفيف من حدة الفقر في العالم، في الوقت الذي يحاول فيه المُقرض الدولي ادخال قضية تغير المناخ في سياق اعماله.

 

ما لذي تراه إدارة بادين في السيد بانغا؟

كما نعرف تميل إدارة بايدن الى التعيين من خلفيات ثقافية وعرقية مختلفة، فربما يهتم المسؤولون من إدارة بايدن بخلفية السيد بانغا من حيث السردية فهو ولد ونشأ في الهند وليس في الغرب مما يوحي بأنه يتفهم احتياجات الاقتصاديات النامية وما قد تحتاجه تلك الدول. كما ان بانغا قام بقيادة مؤسسات مالية ضخمة وأشرف على تحقيق تحولات فيها لذا فهذا المُرشح قد يكون لديه كل ما يتطلبه هذا المنصب.

ولكن هل يعني ذلك ان السيد بانغا يمتلك خبرة في التمويل التنموي؟ هل لديه مهارات اكتسبها ذات معنى في مساعدة الدول الفقيرة على تحسين اقتصاداتها؟ في الواقع ان هذه هي نقطة ضعفه الكبرى فهو لا يبدو ان لديه اية خبرة فعلية في العمل التنموي او الاقتصاد الكلي وتميل خبراته الى السوق الاستهلاكي والأسواق المالية. ان مجرد العمل في قطاع التمويل التجاري وفهم عمل الأسواق المالية لا يعني بالضرورة انه يمكنه إدارة البنك الدولي.

 كانت أكبر الانتقادات التي وجهت للرئيس السابق للبنك الدولي أنه لم يكن يبذل اية جهود لمحاربة تغير المناخ، ولم يكن حتى على استعداد للقيام بذلك بالنظر الى الاهتمام الذي توليه إدارة بايدن لمشكلة المناخ. هل السيد بانغا لديه خبرة فهذا المجال؟ يقال ان السيد بانغا لديه عدد كبير من السنوات في العمل على الاستدامة والمناخ في خلال عمله مع شركة ماستركارد. أحد مبادراته كان اسمها " الكوكب الذي لا يقدر بثمن" او پرايسليس پلانيت والتي اشتملت على جهود لزراعة الكثير من الأشجار. يقول الأشخاص الذين يعرفونه انه يضع قضايا المناخ الاستدامة والمناخ نُصب عينيه في جميع اعماله عندما كان في القطاع الخاص.

 تغير المناخ

تتمثل إحدى المشكلات في الوقت الحالي في أن البنك الدولي ليس لديه تفويض أوسياسة مُصرح بها تتعلق بتغير المناخ كجزء من مهمته الرسمية التي اُسس من اجلها. إنه يركز على التخفيف من حدة الفقر ونشر بعض الرخاء دول العالم الفقيرة.

حتى نفهم طريقة تفكير الإدارة الامريكية الحالية نأخذ وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، عندما زارت زامبيا وتحدثت إلى مزارعين في منطقة ريفية من البلاد فقالت لهم: نحن نتفهم أن تغير المناخ يقضي على محاصيلكم ويزيد من الفقر في بلادكم.

 هناك خط فكري جديد بين الاقتصاديين يرى إن المناخ والتنمية وتخفيف حدة الفقر يعملون معا ويحتاجون إلى التعامل معهم دفعة واحدة. لذا فإن أحد المهام التي سيتعين على بانغا القيام بها هو إلقاء نظرة على الطريقة التي يفكر بها البنك بشأن تغير المناخ، وكيف يدمج ذلك في عمليات ومشترطات الإقراض وتعديل سياسة الإقراض الداخلية لتحقيق ذلك وقبل ذلك كله تعديل وثيقة تأسيس البنك الدولي لتعكس هذا الهدف.