قشور الكاكاو تسهم في مواجهة التغير المناخي

ميدرا.نت - هامبورغ
الطاقة والبيئة
04 يونيو 2023
Cover

ميدرا.نت - هامبورغ

اختار مصنع في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية، تقديم خدمة للبيئة تقوم على عكس دورة الكربون من خلال قشور الكاكاو.

تجربة قد تبدو غريبة، لأن قشور الكاكاو هذه تسخن حتى 600 درجة مئوية داخل غرفة خالية من الأكسجين، فينتج عنها مسحوقاً أسوداً، يسمى "الفحم الحيوي" (بايوشار)، يمكن استخدامه كسماد أو لإنتاج خرسانة "صديقة للبيئة".

ويوضَع المنتج النهائي داخل أكياس بيضاء لبيعها للمزارعين المحليين على شكل حبيبات.

ويمكن استخدام الفحم الحيوي لالتقاط 2,6 مليار من أصل 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر سنوياً، كما تشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة.

 

سماد فعال

ويشرح الرئيس التنفيذي لشركة "سيركلر كاربون" بيك ستينلوند، أن مصنعه يتسلم قشور الكاكاو المستعملة من مصنع شوكولا مجاور عبر شبكة من الأنابيب الرمادية.

ويتابع بأن الفحم الحيوي يحبس ثاني أكسيد الكربون الموجود في القشور، في عملية يمكن استخدامها لأي نبتة أخرى، كما أن عملهم هذا يحمي البيئة من انبعاث الكربون في الغلاف الجوي، لو أُتلفت قشور الكاكاو على ما تجري العادة.

ويقول ستينلوند صاحب أحد أكبر المصانع في أوروبا، إن طناً واحداً من الفحم الحيوي، يخزّن "ما يعادل 2,5 الى ثلاثة أطنان من ثاني اكسيد الكربون"، ويمكن أن يبقى هذا التخزين لقرون عدة، بحسب عالم البيئة في معهد أوني لا سال في فرنسا دافيد أوبن.

واستخدم السكان الأصليين في الأميركيتين الفحم الحيوي كسماد، قبل إعادة اكتشافه في القرن العشرين من قبل علماء كانوا يبحثون عن أراض خصبة في حوض الأمازون.

يساهم تركيب المادة المذهل الشبيه بالاسفنج في زيادة إنتاج المحاصيل عن طريق زيادة امتصاص التربة للماء والمغذيات.

وينتج المصنع سنوياً 3500 طن من الفحم الحيوي و"ما يصل إلى 20 ميغاواط في الساعة" من الغاز، من خلال عشرة آلاف طن من قشور الكاكاو.

 

صعوبات ومعوقات

رغم الفرص الواعدة التي يحملها المعمل في مجال حماية البيئة، لكن طريقة الإنتاج من الصعب رفعها إلى المستوى الذي ترغب فيه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي.

كما أنه لضمان أن يخزّن النظام كمية كربون أكثر مما ينتج، يجب إنجاز كل شيء محلياً مع التنقل لمسافات قصيرة أو حتى عدم التنقل، وإلّا فلا جدوى من كل العملية، بحسب ما يوضح أوبن.

ويضاف لذلك أن الفحم الحيوي لا تتكيّف معه مختلف أنواع التربة، وهو يلائم أكثر المناخات الاستوائية"، في حين أن المواد الخام لإنتاجه ليست متوفرة في كل المناطق.

كما أن التكلفة قد تكون باهظة إذ تبلغ "نحو 1070 دولاراً للطن الواحد، وهو سعر مرتفع للمزارعين".

وللاستفادة بشكل أفضل من المسحوق الأسود، يشدد أوبن على ضرورة التوصّل إلى استخدامات أخرى له، كالاستعانة به في قطاع البناء مثلاً لإنتاج خرسانة "صديقة للبيئة".