نشر رائد الفضاء الاماراتي سلطان النيادي مقطع فيديو، على منصة "اكس"، ظهر فيه وهو يقطف بعض أوراق النباتات، ويحفظها في أنبوب زجاجي، لإرسالها إلى الأرض.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مشاركة النيادي في أبحاث تأمين الغذاء بشكل مستدام على متن المحطة الدولية مستقبلاً، من خلال اختبار تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على طريقة نمو النباتات.
وقال النيادي في مقطع الفيديو، إن الزراعة في الفضاء تذكره بالطبيعة على الأرض، موضحاً أنه تتم زراعة الكثير من الخضار والفواكه بشكل عام، في حضانة النباتات بالمحطة.
وتعتبر حضانة النباتات مختبر، يتم توفير الإضاءة إليه بديلاً عن أشعة الشمس، كما تتم مراقبته بواسطة كاميرات على مدار الوقت.
ويشارك النيادي في تجربة «HRF VEG»، التي تقام بالتعاون مع مركز كينيدي للفضاء، ومركز جونسون للفضاء، ووكالة ناسا، وتهدف إلى تعزيز فهم البشرية للزراعة والتغذية في الفضاء.
ويقوم الرواد خلال هذه التجربة، بدور المزارعين، حيث يوفرون العناية للنباتات، من خلال ريها، وتلقيحها، وحصادها، كما يتذوقون نصف المحصول، في حين يرسل النصف الآخر إلى الأرض، لإجراء التحاليل الكيميائية والميكروبيولوجية.
وفي فيديو نشره مركز محمد بن راشد للفضاء على إكس، أوضح سلطان النيادي أن هناك العديد من الابتكارات، التي يستخدمها البشر في حياتهم اليومية، بعد أن تم تطويرها لأجل مهمات استكشاف الفضاء.
وشرح الرائد الإماراتي أن الرواد يطلقون على هذه الابتكارات مسمى "التقنيات المطورة"، وهي تشمل مختلف التطبيقات والمنتجات التي تخدم مجالات عدة على الأرض، مثل الأطعمة المجففة عبر التجميد.
وقادت الحاجة لأطعمة تناسب بيئة الفضاء ومتطلبات الرواد، إلى اكتشاف تقنية "التجفيف بالتجميد"، وهي عملية يتم خلالها إزالة الماء من الغذاء مع الحفاظ على جودته، وهذا مكن من إنتاج مأكولات خفيفة الوزن، تتميز بإمكانية حفظها لفترة طويلة، وسهولة إضافة الماء إليها من جديد بهدف تناولها.
كما أن هذه المأكولات لم تعد تستخدم في مهمات الفضاء فحسب، بل باتت مستعملة في أنشطة التخييم والجيش وغيرها.
وقدم النيادي مثالاً آخر عن الرغوة المرنة التي صممت بشكل رئيسي، عبر بحث موّلته وكالة ناسا كوسادة لطياري الاختبار خلال رحلاتهم إلى الفضاء، يتم استخدامها اليوم في الأسرّة والوسائد والأحذية وغيرها من المنتجات، إضافة إلى معجون الأسنان الخالي من الرغوة القابل للابتلاع، الذي تم ابتكاره من أجل مهمات الفضاء.
الزراعة في الفضاء لها فوائد كثيرة
— Sultan AlNeyadi (@Astro_Alneyadi) August 21, 2023
من خلال زراعة النباتات هنا، نستطيع دراسة نموها في بيئة الجاذبية الصغرى.. والمساهمة في أبحاث حول تأمين الغذاء بشكل مستدام في الفضاء مستقبلًا. pic.twitter.com/wTAY8qVbCF