ميدار.نت - دبي

يعني تعويم العملة، أو سعر الصرف العائم، إخضاع عملة البلد لقوانين السوق، بعيداً عن تدخل الحكومة، بحيث تتحدد قيمة هذه العملة وفقاً للعرض والطلب عليها في سوق العملات النقدية، فيؤدي ازدياد الطلب على العملة إلى ارتفاع سعرها وبالعكس، ولا يكون للرقابة الحكومية أي دور في تحديد هذه القيمة.

وعن اتخاذ قرار تعويم العملة، يمكن تداولها دون أي قيود، على عكس العملات ذات أسعار الصرف الثابتة، ورغم عدم تدخل الحكومة والبنوك المركزية في تحديد سعر الصرف العائم، إلا أنه يمكنها التدخل للحفاظ على العملة بسعر مناسب للتجارة العالمية.

لكن ما أسباب قرار تعويم العملة، وما فوائد ذلك وعيوبه؟

أسباب تعويم العملة

يمنح سعر الصرف المستقر للعملة نوعاً من الثبات، بحيث تسهل إدارة المعاملات النقدية والتجارية، لكن في المقابل، تتعرض العملة لاحتمالات التأثر سلباً بانخفاضات وارتفاعات العملة الأخرى المرتبطة بها، كالدولار الأميركي في أغلب الحالات، لذا تلجأ بعض الحكومات إلى تعويم عملتها، أي تغيير قيمتها بين عملات مختلفة أخرى غير الدولار، بهدف تقليص مخاطر الاعتماد على تقلبات عملة واحدة، خاصة مع ظهور اقتصادات قوية منافسة للاقتصاد الأميركي، ما يجعل من المفيد عدم ربط العملة المحلية بالدولار وحده.

كيف يتأثر تعويم العملة بحركة السوق؟

يعمل تعويم العملة في سوق المعاملات النقدية، مواجهاً جميع العملات الأجنبية الأخرى، فيتأثر سعرها بالعرض والطلب، وهي أمور تتأثر بدورها بالكوارث والأوبئة والمضاربات (أي عمليات البيع والشراء التي يقوم بها الأشخاص للاستفادة من فروق الأسعار)، إضافة إلى الظروف السياسية، إذ ينخفض الطلب على العملة العائمة بلد ما، إذا وجد السوق أن حكومة هذا البلد غير مستقرة.

فوائد تعويم العملة

تأمل الدول التي تتخذ قرار تعويم العملة أن تجني الفوائد التالية:

_ استقرار ميزان المدفوعات، فعند وجود عجز في هذا الميزان الذي يضم جميع المعاملات الاقتصادية بين هذا البلد والبلدان الأخرى، ستنخفض قيمة العملة المحلية، ما يجعل صادرات هذا البلد أرخص فيزداد الطلب عليها، ما يعيد التوازن إلى ميزان المدفوعات.

_ انخفاض حاجة البنوك المركزية داخل البلد إلى الاحتفاظ بمبالغ كبيرة من احتياطي العملات الأجنبية للدفاع عن سعر الصرف. وبالتالي، يمكن استخدام هذه الاحتياطيات لتعزيز النمو الاقتصادي عن طريق استيراد السلع التي يحتاجها البلد.

_ الارتياح من عبء الإدارة اليومية لأسعار الصرف.

_ توفير مرونة نسبية يعفي الاقتصاد من مخاطر الانتكاسات التجارية العالمية.

عيوب تعويم العملة

لا يمكن التنبؤ بتقلبات سوق المعاملات النقدية والظروف السياسية وأمزجة المضاربين المتحكمة في العرض والطلب، ما يولد عيوباً قد تقود تعويم العملة إلى اتجاه آخر غير ما أراده صناع القرار، ومن هذه العيوب:

_ التقلبات الشديدة في سعر الصرف، وقد يصل الأمر إلى تغيرات عدة في اليوم الواحد.

_ الإضرار باقتصاد البلد إذا واجهته مشاكل اقتصادية تصعب السيطرة عليها، كالبطالة أو التضخم، فإذا انخفضت قيمة العملة المعومة سيزداد التضخم بسبب زيادة الطلب على السلع.

أخبار قد تهمك:

_ العملات المشفرة إيجابياتها ومخاطر الاستثمار فيها

_ قانون العرض والطلب كيف يؤثر على أسعار السلع

شارك الخبر