كابوس النينيو يُهدد إمدادات العالم بالسكر ويرفع أسعار المواد الغذائية

Cover

ميدار.نت - روما

تسببت الظروف الجوية الجافة في تراجع احتياطيات السكر العالمية إلى أدنى مستوياتها منذ 14 عاماً، متسببة في توقع انخفاض إنتاج السكر العالمي بنسبة 2% في موسم 2023-2024، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة الأمم المتحدة.

ويرجع السبب جزئيّاً إلى ظاهرة النينيو، حيث يعتقد العلماء أن تغير المناخ يزيد قوة هذه الظاهرة الطبيعية، ما أثر أيضاً على محاصيل الهند التي تعاني من جفاف غير مسبوق، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج السكر بنسبة 8%.

وفي تايلاند، تأثير النينيو يؤثر ليس فقط على كمية محاصيل السكر ولكن أيضًا على نوعيتها، ما يتسبب في تقليل متوقع بنسبة 18% في إنتاج موسم الحصاد لعام 2024.

 

نقص حاد في السكّر

وتقول الأمانة الزراعية الأمريكية إن العالم يواجه الآن نقصاً حادّاً في السكر، حيث انخفضت الاحتياطيات إلى 68 يوماً فقط، مقارنة بـ 106 يومًا في 2020، مما يعكس أحدث تحذيرات الخبراء حيال الوضع الحالي.

وتشير التوقعات إلى أن يشهد محصول البرازيل ارتفاعًا بنسبة 20% عن العام الماضي، لكن تأثيره لن يظهر إلا في مارس، مما يعزز الضغط على الإمدادات العالمية.

ويحذّر الخبراء من أن ارتفاع الطلب العالمي وزيادة استهلاك السكر يضعان المزيد من الضغوط على الأمدادات العالمية.

ويزيد ارتفاع أسعار السكر في إفريقيا من التحديات، حيث يقول الخبراء إن زيادة التكاليف تؤدي إلى تقليل الإنتاج والإغلاق الجزئي للصناعات التي تعتمد على السكر، مما يهدد الأمان الغذائي في تلك المناطق.

ويعاني مزارعو السكر في كينيا من تحديات جديدة، حيث كانت البلاد تعتمد تماماً على إنتاجها المحلي، لكنها الآن تضطر لاستيراد 200 ألف طن سنويّاً من السكر لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وفرضت الحكومة في عام 2021، قيوداً على الواردات لحماية المزارعين المحليين، ولكن مع انخفاض مستويات الأمطار وسوء الإدارة، اضطرت للتراجع عن هذا القرار.

ودفع الهبوط المتواصل في إنتاج السكر المطحون في كينيا من يونيو إلى أغسطس، إلى زيادة الحكومة للواردات في سبتمبر وأكتوبر لتعويض هذا النقص.

 

ارتفاع الأسعار

وارتفعت أسعار السكر المحلي بنسبة كبيرة، حيث وصل سعر كيس السكر البالغ وزنه 50 كيلوجراماً إلى 55 يورو، وهو ما يؤثر بشكل كبير على المواطنين وأصحاب المتاجر.

ويعاني الخبازون في نيجيريا من تداعيات ارتفاع أسعار السكر، حيث يعتبر الخبز الخيار الوحيد الذي يمكن للأسر الفقيرة تحمل تكلفته، ومع رفع أسعار الخبز بنسبة 15%، يعاني الكثيرون من الجوع، مما يجسد تأثير ارتفاع تكاليف الحياة والوقود.

أما بالنسبة للبرازيل، كأكبر مصدر للسكر في العالم، قد تساهم في تلبية احتياجات السكر العالمية في وقت لاحق من عام 2024، ولكن حتى ذلك الحين، تظل الدول التي تعتمد على الاستيراد عرضة للمخاطر الاقتصادية.

وتعتمد نيجيريا مثلاً، على واردات السكر بنسبة 98%، مما يعزز الضغوط الاقتصادية ويؤثر سلباً على قدرة الناس على تحمل تكاليف الحياة.

وتعكس هذه الأحداث تأثيرات ظاهرة النينيو والأوضاع الاقتصادية العالمية، مما يشكل تحديات جديدة للأمان الغذائي وضغوطاً اقتصادية على الدول النامية التي تواجه نقصاً في الموارد وتعتمد على الاستيراد لتلبية احتياجاتها الغذائية.