صغار المزارعين ومحاصيلهم ضحايا لـ"الانهيار المناخي" في شمال إفريقيا

Cover

ميدار.نت - القاهرة

حذر باحثون ونشطاء من استمرار الانهيار المناخي في منطقة شمال أفريقيا التي تعتبر أكثر المتضررين من التغيّرات المناخية في المنطقة العربية.

وأوضحوا في كتاب بعنوان "آبار قديمة واستعمار جديد.. تحديات المناخ والانتقال العادل نحو طاقة مستدامة في شمال أفريقيا" أن التخفيف الكبير من الانبعاثات الكربونية، بدءا من اليوم، هو لوحده القادر على تجنب كارثة بيئية ومناخية.

ورأى محررا الكتاب الباحث الجزائري حمزة حموشان والباحثة كايتي ساندويل مسؤولة المشاريع بالمعهد الدولي بأمستردا، أن أعراض الانهيار المناخي في شمال أفريقيا والمنطقة العربية بدأت تظهر في صورة تقويض الأسس الإيكولوجية والاجتماعية ـ الاقتصادية للحياة.

 

هجرة الأراضي الزراعية

وأشار الباحثون إلى أن هيئات المناخ تقدر أن منطقة حوض البحر المتوسط ستتعرض في الأعوام القادمة لاشتداد الأزمات المناخية المتطرفة مثل حرائق الغابات والفيضانات مع زيادة في معدلات القحولة والجفاف.

وتقع آثار هذه التغيرات بقدر غير متناسب على المهمشين في المجتمع لاسيما صغار المزارعين والمشتغلين بالرعي والعمال الزراعيون والصيادون.

وبدأ الناس بالفعل يشعرون بالاضطرار إلى ترك أراضيهم بسبب موجات الجفاف والعواصف الشتوية الأقوى والأكثر تواترا وتوغل ظاهرة زحف الرمال وارتفاع مستوى سطح البحر.

وتعاني المحاصيل الزراعية من التلف وتقل مصادر المياه تدريجيا فيشتد تأثيرها على الإنتاج الغذائي في منطقة تعتمد بشكل كبير على الواردات الغذائية.

ومن المتوقع أن تطرأ ضغوط هائلة على إمدادات المياه النادرة بسبب التغيرات في أنساق تساقط الأمطار وتوغل البحر في فرشات المياه الجوفية، فضلا عن الإفاط القائم في استخدام تلك الموارد.

 

موجات حر وجفاف

وتعاني دول مثل الجزائر وتونس والمغرب ومصر من موجات حر متكررة وحادة وفترات جفاف مطولة، لها آثار على الزراعة وصغار المزارعين.

ففي صيف 2021 واجهت الجزائر حرائق غابوية غير مسبوقة ومدمرة، وتعرضت تونس لموجة حر خانقة، حيث وصلت درجة الحرارة إلى ما يناهز 50 درجة مئوية، وعانى جنوب المغرب من جفاف مروع للموسم الثالث على التوالي، وفي جنوب مصر فقد 1100 منازلهم إثر الفيضانات. وأصيب المئات بسبب لدغات العقارب التي خرجت كرها من الأرض بسبب الظروف المناخية المتطرفة.

وبحسب مقال نشر في دورية “لانسيت”، فسوف يعرض هذا أغلب الدول العربية إلى مستوى فقر مائي مطلق بواقع 500 متر مكعب للفرد سنويا بحلول عام 2050.

كما لفت حموشان وساندويل إلى أن علماء المناخ يتنبؤون بأن المناخ في قطاعات واسعة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يتغير بشكل يهدد قدرة بقاء السكان على قيد الحياة، ففي شمال أفريقيا ـ مثلا ـ ستشمل الفئات التي ستتغير حياتها بأكبر قدر صغار المزارعين في دلتا النيل والمناطق الريفية في كل من المغرب وتونس والصيادين في جربا وقرقنة (تونس) وسكان عين صالح في الجزائر واللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف (الجزائر) والملايين ممن يعيشون في الأحياء الشعبية في هوامش القاهرة والخرطوم وتونس العاصمة والدار البيضاء.

 

&nb