شريحة دماغية تنقذ شابة من عذاب الوسواس القهري

ميدار.نت - أوريغون
صحة
شريحة ذكية
06 فبراير 2024
Cover

ميدار.نت - أوريغون

بعد سنوات من العذاب مع الوسواس القهري، تمكنت شابة أمريكية من تغير حياتها بواسطة ضمادة صغيرة وضعتها على رأسها.

هذه الضمادة ليست عادية بل هي غرسة دماغية وضعت في الجزء الخلفي من دماغها، مما قلّص اضطرابات الوسواس القهري ونوبات الصرع التي كانت تعانيها.

وكانت تُستخدم هذه التقنية المعروفة باسم التحفيز العميق للدماغ، منذ أكثر من 30 سنة لعلاج الصرع، لكنها المرة الأولى التي تُطبق في مجال الوسواس القهري.

وأوضحت آمبر بيرسون (34 سنة)، أنها كانت تغسل يديها حتى تنزفا، أو تعيد التحقق مرات عدة من أنّ النوافذ مغلقة، أو تتناول الطعام بمفردها خوفاً من الإصابة بأي عدوى، ولكن هذه التصرفات أصبحت ذكريات اليوم.

وقالت الشابة: "تحسّنت حياتي اليومية وبتّ حاضرة فيها، وهذا أمر مذهل"، موضحة أنها كانت في الماضي مشغولة دائماً بأمور الوسواس الذي كان يستغرق من يومها ثماني أو تسع ساعات، لكن الوقت تقلص حالياً وأصبح ثلاثين دقيقة فقط من يومها.

وترسل الغرسة، التي يبلغ قطرها 32 ملم، نبضا كهربائيا عندما ترصد ردود أفعال غير طبيعية في دماغ المريض لاستعادة الأداء الطبيعي.

 

العملية

وخضعت بيرسون لعملية زرع "جهاز للوسواس القهري والصرع، وهو الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج هذين المرضين" في الوقت نفسه، على ما يؤكد جراح الأعصاب أحمد رسلان، الذي لا يزال مندهشا من نتائج مريضته.

وكانت الشابة خضعت لعملية استئصال قسم من دماغها بسبب إصابتها بالصرع الدائم، لكنها بقيت تعاني من نوبات عنيفة لدرجة أنّ إحداها تسببت لها بسكتة قلبية، مما جعل الأطباء يرغبون في زرع غرسة لها لمحاربة هذا المرض المقاوم.

ووقتها قالت لهم "بما أنكم ستدخلون إلى دماغي لتضعوا قطبا كهربائيا وبما انني مصابة أيضاً باضطراب الوسواس القهري، هل يمكنكم غرس قطب يساعدني في التغلب على هذا الاضطراب النفسي"؟

التقط الأطباء الفكرة وتعاملوا معها بجدية، وراقبوا نشاط دماغها، من خلال إعطائها أمور تسبب لها التوتر، الأمر الذي أتاح لهم تحديد "العلامات الكهربائية" المرتبطة بالوسواس القهري.

وشرح الدكتور رسلان أن الغرسة مبرمجة "لإحداث تحفيز فقط عندما ترصد هذه الإشارة". وفيما يعالج أحد البرامج الصرع يتولى الآخر معالجة اضطرابات الوسواس القهري.

وانتظرت بيرسون 8 أشهر قبل أن تلاحظ التغييرات الأولى في تصرّفاتها، لكنها اليوم "سعيدة ومتحمسة للخروج والعيش حياة طبيعية والتواجد مع أصدقائها وعائلتها الذين انقطعت عنهم لسنوات"، على حد قولها.

&nb