ميدار.نت - كارولينا

كشف رائد الفضاء لجويل سيرسيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ترانس أسترا، أن النفايات الفضائية تُعد أحد أكبر المخاطر التي يواجهها رواد الفضاء في مدار أرضي منخفض، لهذا تعمل شركته على استخدام "صائدة النفايات" لتنظيف الفضاء.

وسرد ما تعرض له في إحدى مهماته، حينما سمع صوت انفجار هائل، ليكتشف أنها  قطعة من الخردة الفضائية على نافذة المكوك، كان من الممكن أن تخترق النافذة، وتقتل كل أفراد الطاقم لو كانت أكبر.

وحصلت شركة ترانس أسترا مؤخراً على عقد بقيمة 850 ألف دولار من وكالة ناسا لاستكشاف إمكانية تنظيف النفايات الفضائية باستخدام "أكياس" عملاقة أطلقت عليها الشركة اسم "صائدة النفايات". 

مع توسع البشر في الفضاء، فهم يتركون فوضى كبيرة خلفهم، وتقدِّر وكالة الفضاء الأوروبية أن أكثر من 330 مليون قطعة من الحطام الفضائي تدور حول الأرض، كما  يمكن أن يصل الحطام الفضائي إلى سرعات تصل إلى 17.500 ميل في الساعة، وبالتالي يشكل خطراً على رواد الفضاء والمكوكات والأقمار الصناعية.

وشبه سيرسيل مهمة شركته الجديدة بأنها أقرب جمع القمامة على جانب الطريق السريع، "ولكنه أعقد وأكثر تكلفةً بالطبع".

وشرح سيرسيل أن "صائدة النفايات" طُوِّرَتها شركته في البداية لالتقاط الكويكبات الضئيلة التي يمكن في المستقبل استخراج العناصر النادرة منها، لكن كلما بحثوا في تعدين الكويكبات، "أصبحوا على دراية بمشكلة النفايات الفضائية".

تتمثل خطة ترانس أسترا في استخدام أكياس متصلة بمركبات فضائية صغيرة يمكنها الطيران بجانب النفايات الفضائية في مدار أرضي منخفض، بمجرد وصول المركبة إلى مكانها، فإنها تنشر الكيس وتحيط بالخردة الفضائية وتغلقه بالسحَّاب.

 ولمنع تمزق الأكياس، تقوم ترانس أسترا باختبار الأكياس المصنوعة من مادة الكيفلار وغيرها من المواد القوية التي أثبتت فاعليتها في الفضاء.

شركات أخرى

يوجد حالياُ وسائل أخرى مقترحة لجمع النفايات الفضائية، لكن غالباً ما تكون فعالة في التعامل مع بعض العناصر فقط، مثل الحطام المغناطيسي أو الذي يمكن الإمساك به بواسطة ذراع آلية، على حد قول سيرسيل.

لكن الأكياس الجديدة يمكنها التقاط أي شيء يناسب المساحة داخلها، قال سيرسيل: "يمكننا أن نبني أكياس صائدة النفايات التي يمكن وضعها في فنجان قهوة والتقاط أشياء بحجم ثمرة البطيخ، ويمكننا أن نصنع أكياساً كبيرة يمكنها التقاط أشياء بحجم منزل يزن ألف طن".

ومن جانبه أوضح ديف بارنهارت، أستاذ الأبحاث في قسم هندسة الملاحة الفضائية بجامعة كارولينا الجنوبية، أن شركة ترانس أسترا ليست الوحيدة التي لديها هذا المفهوم.

و قال أرنهارت إن وكالة الفضاء الأوروبية تخطط لمشروع يسمى فضاء نظيف-1، والذي يخطط لاستخدام نهج مماثل لالتقاط الحطام.

ومن المقرر إطلاق هذا المشروع في العام 2026، وبالمثل قال سيرسيل إنه يمكن استخدام تقنية "صائدة النفايات" في الفضاء في غضون عامين.

&nb