شباك فارغة وصيادون بدون عمل في أهوار العراق والسبب..

ميدار.نت - الأهوار
العراق
الجفاف
07 يونيو 2023
Cover

ميدار.نت - الأهوار

يعاني صيادو السمك في منطقة الأهوار بجنوب العراق، من تراجع كميات السمك بشكل كبير، ما أثّر على عملهم وجعل شباكهم تخرج فارغة أو محملة بسمك صغير لا يصلح للبيع.

واختفت الأسماك بسبب انحسار الأنهار المغذية للأهوار، مع موجات الجفاف التي ضربتها، كما تسببت زيادة نسبة ملوحة المياه نتيجة لتسلل مياه البحر المجاور، في حصول هذا الاختفاء.

 ويشرح خميس عادل أحد صيادي السمك، في المنطقة، بأن الأسماك إما هربت أو ماتت من قلة الماء، وغابت أنواع عديدة من الأسماك.

ولا يزال محسن يحاول كسب عيشه عن طريق النهر، الذي بات ضحلا ومليئا بمياه الصرف الصحي، وهو يتصيد ما يصل إلى خمسة كيلوجرامات من الأسماك يوميا مقارنة بنحو 50 كيلوجراما في الماضي مما قد يدفعه إلى ترك المهنة قريبا.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين عراقيين، قولهم بإن التغيرات الحالية وراءها مجموعة كبيرة من العوامل تشمل، بناء تركيا وإيران سدودا على الأنهار، وسوء إدارة الموارد المائية، والتلوث الشديد للأنهار، وتغير المناخ الذي أدى إلى قلة هطول المطر.

 

التخلي عن المهن

ونتيجة هذا الوضع الكارثي، بدأت الحياة الاقتصادية القائمة على المياه بالتغير في الأهوار، وشيئاً فشيء أخذ الصيادون والمزارعون وصناع القوارب وغيرهم بالتخلي عن مهنهم، والبحث عن أخرى في مدن عديدة.

وقالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إن ظروف الجفاف المستمرة منذ أربع سنوات، تسببت في نزوح أكثر من 62 ألف شخص داخل العراق حتى سبتمبر الماضي، وهو عدد من المرجح أن يرتفع مع تدهور الأوضاع.

وسيتجه الباحثون عن المهن في جزء منهم للوظائف الحكومية، بحسب تصريحات وزير المالية السابق، مما سيخلق مزيدا من الضغط على الموارد المالية المعتمدة على النفط والتي تغطي رواتب سبعة ملايين موظف.

ولحين الحصول على الوظيفة الحكومية سيحاول الصيادون إيجاد بدائل أخرى توفر قوتهم اليومي، كما فعل حسن موسى الذي اختار قيادة سيارة أجرة وبيع الطيور على جانب الطريق، لكنه لا يزال يواجه صعوبات في تغطية نفقاته.

ويقول: "ولا يوجد وظائف، بالنسبة لي إذا حصلت على وظيفة تفيدني أستطيع أن أسد معيشتي، فهذا العمل لا يسد شي بسيط".

وبالنسبة لصناع القوارب الوضع ليس بأحسن حال، فنعمة حسن، الذي كانت ورشته تبني في السابق ستة قوارب كل شهر، يؤكد بدوره تراجع النشاط وتدهور العمل.

وبعد أن كان يعمل لدى نعمة عشرة عمال، أصبح يعمل الآن بمفرده في ورشته محاولا تغطية نفقاته الخاصة.