سوريون يتجهون إلى الأطفال لحماية الآثار في بلدهم

ميدار.نت - حلب
سوريا
الآثار
حلب
29 نوفمبر 2023
Cover

ميدار.نت - حلب

منذ ثلاث سنوات يعمل باحثون سوريون والألمان للمحافظة على المسكوكات السورية المكتشفة، وتسجيلها من القرن السابع حتى القرن الثامن عشر، حتى أنهم توجه للأطفال لتوعيتهم بهذه القطع الصغيرة ذات القيمة الكبيرة.

وقال الباحث السوري في مركز أبحاث المسكوكات الإسلامية في جامعة توبنغن، علاء الدين الشومري، أن فكرة مشروع «تشكيل منطقة عمل على المسكوكات الإسلامية في متحف حلب»، استندت إلى مشروع سابق له لمدة ثلاث سنوات أيضاً.

قام خلاله الشومري مع البرفسور لوتز إليش في جامعة توبنغن بتصميم برنامج قاعدة بيانات للنقود التي يمكن اكتشافها في سورية، يتمكن من خلالها الكادر الأثري في سوريا من إسناد أي نقود إسلامية تظهر بالحفريات، أو تأتي من خلال المصادرات.

وأوضح الباحث السوري أن «المشكلة الكبرى أن هذه النقود تفقد قيمتها الأثرية والتاريخية عند بيعها، حيث يصعب تحديد مكان اكتشافها».

ولفت الشومري إلى أنه «بعد نشر الوعي بقيمة المسكوكات لدى الأطفال، وبناء الثقة بينهم وبين موظفي الآثار، بدأنا نلحظ التواصل من قبل الكثير من الأطفال عن طريق الأهل، لتسليم مسكوكات نحاسية تم العثور عليها».

 

محوران أساسيان

انطلق العمل في المشروع مطلع أغسطس عام 2020، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، وركز على محورين أساسيين، هما تأهيل عدد من الآثاريين على قراءة المسكوكات الإسلامية وإسنادها وتوثيقها، وقيام فريق العمل نفسه بزيارات للمدارس أو أماكن لعب الأطفال وتجمعاتهم في القرى، لتقديم معلومات بشكل مبسط عن قيمة هذه العملات من الناحية التاريخية.

وعن كادر المشروع، قال الشومري بأنه إلى «جانب فريق مكون من 9 آثاريين، ساهم عدد من طلاب قسم الآثار بجامعة حلب، وكانوا أقرب للتعامل مع الأطفال، حيث يوجد خوف من قبلهم تجاه موظفي الآثار، ويسود سوء فهم بالمجتمع، بأن موظفي الآثار سينزعون منهم ملكية المكان الذي يكتشف فيه أي أثر».

وتابع: «بالمقابل، يوجد بقانون الآثار مكافأة تصرف لكل من يسلم أي قطعة أثرية لهم، وهذا الجانب كان مجهولاً بالنسبة للكثير من العامة».

 وأردف أن «فريق العمل حاول إيجاد طرق مبسطة لتقريب فكرة قيمة المسكوكات للأطفال، وأهميتها التاريخية، ومنها ألعاب صممت لهذا الغرض، كما قام بدعوة المدارس للمتاحف، وتقديم محاضرات لهم حول أهمية المسكوكات».

 

سهولة السرقة

وعن أهمية المشروع، قال الشومري إن الظروف الحالية تسببت في انتشار التجارة غير المشروعة بالآثار والمسكوكات الإسلامية، إذ من السهل تهريبها، بالمقارنة مع القطع الأثرية الأخرى.

 وبجهل الأطفال بماهية هذه القطع المعدنية، تم جمع أعداد كبيرة منهم من هذه المسكوكات، والتي غصت بها الأسواق العالمية ودور المزادات.