ربع مليار جائع في العالم.. وتحذيرات من أزمة إنسانية بدولة عربية

Cover

ميدار.نت - نيويورك

خلصت دراسة تحليلية أجرتها منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع، أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائيفي مختلف أنحاء العالم عام 2022.

وكشف التقرير أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا جوعا شديدا أو مجاعات كارثية العام الماضي.

كما ارتفع عدد المصنفين في أعلى 3 مستويات اتسمت بانعدام الأمن الغذائي من 193 مليونا عام 2021 مقابل 258 مليون شخص عام 2022.

وأظهر التقرير، الذي شاركت فيه منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة، أن الصراعات الإقليمية وتداعيات جائحة فيروس كورونا والعواقب الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية، هي المحركات الأساسية لكثير من أزمات الغذاء.  

وكتب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقدمة التقرير: "يواجه أكثر من ربع مليار شخص الآن، مستويات حادة من الجوع وبعضهم على شفا المجاعة. وهذا غير معقول".

 

الموقف مأساوي

وحذرت المنظمة الألمانية، لمكافحة الجوع من حدوث "مأساة إنسانية" جراء استمرار الاشتباكات في السودان.

وقالت المنظمة الإغاثية، إن واحدا من كل خمسة أشخاص في السودان البالغ عدد سكانه 46 مليون نسمة، كان يعاني الجوع قبل اندلاع أعمال العنف في البلاد، وقالت إن الموقف مأساوي على نحو خاص في إقليم دارفور الواقع غربي البلاد.

ووفق الأمين العام للمنظمة ماتياس موجه فإن "ما كان لدى العائلات من مخزونات نفد، كما انهارت الإمدادات بالمياه، ومع ذلك فإن أي تحرك أمام الأبواب يشكل خطرا على الحياة. وتم إحراق أسواق وإغلاق طرق الإمداد من العاصمة الخرطوم"، وطالب موجه بعدم استخدام الجوع كسلاح.

وشكا موجه أيضا من الهجمات على موظفي المنظمات الإغاثية في البلاد، وقال إن "استهداف عاملي الإغاثة الإنسانية هو انتهاك واضح للقانون الدولي" مشيرا إلى الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار، من أجل إنشاء ممرات إنسانية وإمداد السودانيين بالضروريات.

كانت بيانات الأمم المتحدة أفادت قبل اندلاع الاشتباكات الحالية، بأن نحو 16 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

 

 الجوع يزداد

وقالت المديرة المنتدبة لشؤون سياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي ماري بانغيستو، في 20 أبريل الماضي، إن الارتفاع القياسي في أسعار المواد الغذائية بسبب جائحة كورونا، وتفاقم الصراعات، وتغير المناخ، والكوارث الطبيعية، كلها أدت إلى تفاقم أزمة الجوع العالمية، مما دفع ملايين إلى السقوط في براثن الفقر المدقع، والتهديد بمحو المكاسب، التي تحققت بشق الأنفس في مجال التنمية.

ويقدم البنك الدولي نحو 30 مليار دولار على مدى 15 شهرا تنتهي في سبتمبر 2023، منها 12 مليار دولار لمشروعات الجديدة في إطار استجابة عالمية شاملة لأزمة الغذاء.

وأشارت بانغيستو في مدونتها عبر منصات البنك الدولي، إلى أنه يعاني أكثر من 222 مليون شخص في 53 بلدا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أو تعريض حياتهم أو سبل كسب عيشهم للخطر، بسبب عدم توفر ما يكفيهم من الطعام .

وأكدت أنه على الرغم من الالتزام القوي من المجتمع الدولي في هذا الصدد، هناك تحديات كبيرة أمام رصد ومتابعة شدة الأزمة ومستوى التمويل المتاح، مما يعوق الجهود الرامية، إلى التوفيق بين الحلول الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل.