حرائق اليونان التهمت 1.6 مليار هكتار و23 محمية

Cover

ميدار.نت- أثينا

أطلق الصندوق العالمي للطبيعة في اليونان  (WWF)، نداء استغاثة في ظل حرائق الغابات المشتعلة في أنحاء متفرقة من البلاد، بهدف وضع نظام حماية أكثر فاعلية للغابات الغنية  بالنظم البيئية في اليونان، وحماية البشر أيضاً، الذين يفقدون أرواحهم ومصدر أرزاقهم.

وكشف الصندوق أن التقييم البيئي الأول للتأثيرات الناجمة عن هذه الحرائق الغابات، أسفرت، حتى الآن، عن التهام أكثر من 1.6 مليون هكتار، حوالي 4 ملايين فدان، و23 منطقة محمية، و3 حدائق وطنية، إضافة إلى إحدى الغابات الوطنية.

وشرح الصندوق، أن حوالي 935 ألف فدان في منطقة "إيفروس"، اشتعلت فيها النيران لما يقرب من 16 يوماً متواصلة، ما جعل هذا الحريق واحداً من أسوأ حرائق الغابات، ليس من الناحية البيئية فقط، بل ومن حيث المساحة على الإطلاق في جميع أنحاء القارة الأوروبية.

ويظهر التقييم البيئي الأول أيضاً أن كثيرا من المناطق المحمية تأثرت بحرائق هذا العام، وعلى وجه الخصوص، تضررت مساحات تُقدر بما يزيد على 700 ألف هكتار، حتى الآن، في 23 منطقة محمية.

وتشمل هذه المناطق 18 منطقة ضمن محمية "نيتشرا 2000"، و5 موائل للحياة البرية، كما تأثرت 3 حدائق وطنية رئيسية، وهي "دادياس ليفكيميس سوفليو، ودلتا إيفروس، وهيلموس فوريكوس"، بالإضافة إلى حديقة "بارنثيا" الوطنية.

كما يشير التقييم البيئي الأول لحرائق الغابات في اليونان إلى تسجيل ما يزيد على 200 ألف هكتار من الأراضي داخل المناطق المحمية، تعرضت لما وصفها الصندوق بـ"حرق مزدوج"، أي أنها تأثرت بالحرائق المتتالية على مدار الـ20 عاماً الماضية.

 

اتخاذ إجراءات فورية

وقال الصندوق: "استناداً إلى هذه البيانات الأولية، فإن ذلك يقودنا إلى نتيجة بديهية، مفادها أنه لعام آخر، فقد فشل النظام الوطني لمكافحة حرائق الغابات، مما يستلزم اتخاذ إجراءات فورية لإحداث تغييرات كبيرة وتحسينات جذرية، بهدف حماية الغابات، وكذلك حماية أرواح البشر".

وتابع البيان أنه "بالإضافة إلى آلاف الأنواع الحيوانية التي فقدت بسبب الحرائق، والأشخاص الذين لقوا مصرعهم، والممتلكات التي التهمتها النيران ولم يمكن حصرها، فإن الحصيلة الأولية، حتى الآن، تبقى مفجعة أيضاً بالنسبة للبيئة الطبيعية".

ويلفت التقرير الانتباه إلى أهمية ما تم رصده بشأن مناطق "الحرق المزدوج"، حيث أن فرص التجدد الطبيعي لبعض النظم البيئية المتضررة تتضاءل نتيجة الحرائق المتكررة.

ويتطلب ذلك المزيد من المراقبة على مدار السنوات المقبلة، وقد يستلزم الأمر التدخل البشري، كإعادة التشجير على سبيل المثال، لاستعادة النظم البيئية المتضررة في هذه المناطق مرة أخرى.

وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة فإنه على الرغم من استمرار موسم حرائق الغابات في اليونان، فإنه يمكن القول إن هذا الصيف هو ثاني أسوأ موسم في التاريخ الحديث، بعد صيف 2007، عندما التهمت حرائق الغابات أكثر من 2.7 مليون فدان.