جفاف المغرب يهدد أوروبا بأسعار ملتهبة للمواد الغذائية

Cover

ميدار.نت - المغرب

يبدو أن معاناة المغرب العربي من الجفاف لن تقتصر آثاره على دول المنطقة، بل ستمتد إلى أوروبا عبر زيادة أسعار المواد الغذائية، لاسيما مع معاناة دول أوروبية من ارتفاع درجات الحرارة.

وبلغت درجات الحرارة ذروات في إسبانيا والمغرب المنتجين الرئيسيين للمنتجات الزراعية في جميع أنحاء أوروبا، وهما يعانيان من التربة الجافة وقلة الأمطار، وهذا ما يقلق المزارعين والسلطات وفقاً لصحيفة لو فيغارو.

ويشكل الجفاف خطراً على محاصيل الفاكهة والخضروات، ومنذ بضعة أيام، تشهد بساتين المغرب وإسبانيا حرارة غير عادية تصل إلى 40 درجة مئوية في الرباط، و38 درجة في كاتالونيا.

 

مياه الري

وأكدت المفوضية الأوروبية أخيراً أن زراعة المحاصيل الصيفية بدأت وسط  مخاوف جدية بشأن توافر المياه للري في المستقبل، نظراً لقلة المياه في الخزانات.

وبالإضافة إلى المخاوف بشأن إمدادات المياه وبقاء المزروعات على قيد الحياة، يدق الخبراء ناقوس الخطر بشأن عواقب الجفاف الذي يجتاح هذه البلدان، مع الخوف ضمنياً من تضخم أسعار الأغذية والتي وصلت بالفعل إلى مستويات قياسية.

وكالعديد من البلدان المجاورة، تعتمد فرنسا على جيرانها الجنوبيين لتزويدها بالفواكه والخضروات، وباتت ثالث أكبر مستورد للطماطم في العالم، حيث استوردت 507 آلاف طن في عام 2020.

وتأتي الغالبية العظمى من تلك المواد، من المغرب وتبلغ كميتها 350 ألف طن، ثم من إسبانيا، حيث تبلغ 100 ألف طن، وفقاً لتقرير إعلامي صادر عن مجلس الشيوخ في فرنسا. 

ومع ذلك، من المرجح أن يتسبب الإنتاج المحدود بسبب الجفاف في حدوث نقص بالعرض، وأن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار.

 

سوبرماركات بلا منتجات

وفي إسبانيا، لا بد من أن يؤثر نقص المياه على الأصناف الحساسة، وخاصة البستنة، وبعبارة أخرى، يمكن أن تتأثر الخضراوات، بما في ذلك السلطات والبطيخ والملفوف أكثر من غيرها بسبب زيادة الأسعار.

ومن المتوقع أن تغيب هذه المنتجات، التي تتطلب كميات كبيرة من الماء، أحياناً عن الرفوف في السوبرمركات.

ومن المرجح أن تنجح بعض الدول الأوروبية في السيطرة على إنتاج بعض المنتجات، مثل الكوسا والطماطم والفراولة، إذ يمكن بالفعل زراعة هذه المحاصيل في البيوت البلاستيكية حيث يسهل ريها بالماء، كما يمكن أيضاً للثمار ذات النواة أن تنجو من الجفاف.

ولكن الآمال تظل مرتبطة بتحسن الطقس وبتوقعات الأرصاد الجوية.

وإذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع من 10 إلى 15 درجة فوق المعدل الطبيعي لهذا الموسم، فقد يتوتر الوضع كثيراً.

وأكد الخبير كارينا فوروشو، أن الأسابيع القليلة المقبلة ستعتمد قبل كل شيء على توقعات المنتجين بخصوص الآرصاد الجوية والجفاف.

وأضاف: "عرفنا بالفعل منذ الشتاء أن منسوب المياه الجوفية منخفض للغاية، لذلك تمكن المزارعون من زيادة تخزين المياه لديهم إلى أقصى حد واختيار الأنواع أو الأصناف الأكثر تحملاً للإجهاد المائي".

ولفت إلى أن الطقس في الأشهر المقبلة سيكون حاسماً، سواء بالنسبة لدخل المنتجين أو محافظ المستهلكين.

 

&nb