توقعات بانتشار آلاف الفيروسات بحلول 2070 نتيجة للتغيرات المناخية

Cover

ميدار.نت - دبي

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون، أن التغيرات المناخية تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان وأمانه، حيث يتزايد انتشار الأمراض المعدية بشكل غير مسبوق.

ويحذر الباحثون من أن الوضع الحالي ليس مجرد تحذير للمستقبل، بل إن الآثار الصحية السلبية تشعر بها البشرية حاليًا.

وقد أوضح الدكتور نيل فورا، طبيب في منظمة Conservation International غير الربحية، أن آثار تغير المناخ ليست محصورة في المستقبل، فالتأثيرات الصحية السلبية ملموسة حاليًا وتتسبب في وفاة الأفراد.

ومن بين التأثيرات الصحية المتوقعة، ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض المعدية، ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة انتشار آلاف الفيروسات بين الحيوانات بحلول عام 2070، وبذلك يزيد خطر انتقال هذه الأمراض من الحيوانات إلى البشر.

 

تحذيرات جديدة وتحديات كبيرة

وتأتي هذه التحذيرات في ظل تداعيات تغير المناخ، حيث يشهد العالم نزوح حوالي 20 مليون شخص كل عام، مما يزيد الضغوط على الأنظمة الهشة ويضع تحديات كبيرة أمام البشرية لتوفير السكن والرعاية الطبية والغذاء والضروريات الأخرى.

ومن بين العوامل المساهمة في انتشار الأمراض المعدية، الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى إزالة الغابات والتعدين والزراعة والانتشار الحضري، وهذا يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي بوتيرة غير مسبوقة.

ويؤكد الباحثون أن هذه التغييرات تتيح الفرصة لانتقال الأمراض بين الحيوانات المصابة والبشر بشكل أسرع وأكثر فعالية.

على سبيل المثال أن الحيوانات المصابة بالأنفلونزا باتت تتجه نحو المرتفعات الأعلى والمناطق الأكثر برودة للهروب من ارتفاع درجات الحرارة، مما يعرض البشر للخطر في تلك المناطق.

وتعزز أنماط الطقس غير المنتظمة، مثل فترات الجفاف والفيضانات الشديدة، انتشار الأمراض المعدية أيضًا، حيث تُظهر الدراسات ارتباطًا بين هذه الظروف وتفشي الكوليرا وحمى الوادي.

وتحذر المراكز الوطنية للوقاية من الأمراض ومكافحتها من زيادة حالات المرض المرتبطة بالبعوض والجراد والبراغيث بثلاثة أضعاف بين عامي 2004 و2016 في الولايات المتحدة.

وتنذر توقعات منظمة الصحة العالمية بتزايد المشكلات الصحية الناجمة عن تغير المناخ مع مرور الوقت، حيث يُقدر أنه بين عامي 2030 و2050، ستؤدي مجموعة من التهديدات المرتبطة بالمناخ، مثل الملاريا وانعدام الأمن المائي، إلى وفاة ربع مليون شخص إضافي كل عام.

وأشار عالم بيولوجيا التغير العالمي بجامعة جورج تاون، الدكتور "كولين كارلسون"، إلى أن آثار الاحتباس الحراري يمكن أن تظهر في العديد من الطرق الأخرى التي قد لا تكون واضحة بنفس القدر.

ويرجح العلماء أن تستمر تهديدات الأوبئة والجائحة المرتبطة بالمناخ في التزايد، وعلى الرغم من توفر الأدوات مثل شبكات مراقبة الحياة البرية واللقاحات وأنظمة الإنذار المبكر، إلا أن الجهود السريعة والفعالة من قبل الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومقدمي الخدمات الطبية والأطباء ضرورية للتخفيف من تأثير الأمراض المناخية على الصحة العامة.