ميدار.نت - دبي

في قرية نوفا إسبيرانسا الواقعة في منطقة بعيدة في الأمازون البرازيلية، وضع صحن لاقط يعمل بالطاقة الشمسية على سطح إحدى المدارس، ليوفر الإنترنت للقرية المعزولة التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر وثلاثة أيام بالزورق عن أي منطقة حضرية.

وستُتاح شبكة الإنترنت للسكان المئتين في هذه القرية، عن طريق نظام "ستارلينك" للأقمار الاصطناعية التي توفّر خدمة الاتصال القمري بالإنترنت، والتي طوّرتها شركة "سبايس إكس" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.

وفي أوّل ليلة أُتيح فيها الإنترنت في القرية، استفاد السكان من اتصال جيّد بالشبكة لساعتين مع سماعهم رسائل صوتية ومشاهدتهم مقاطع فيديو عبر تيك توك ويوتيوب.

وستكون هذه الخطوة امتيازاً يُمنَح لمجموعة ماتسيه المقيمة في المنطقة الواقعة في شمال غرب البرازيل على الحدود مع البيرو وكولومبيا، وهم يعيشون في عزلة طوعية، ويعود تاريخ أول اتصال طويل لمجموعة "ماتسيه" بالحداثة إلى سبعينات القرن الفائت.

ويشتهر أفراد هذه المجموعة بالوشوم واكسسوارات الوجوه المصنوعة من العظام والعاج، ويمضون وقتهم في الصيد أو الغناء أو الرسم على الأجسام.

خدمات الإنترنت

وذكر بيني مايورونا، رئيس المنظمة العامة لمجموعة ماتسيه، أن الإنترنت سيتيح لأفراد المجموعة التواصل بسهولة أكبر مع سكان مختلف القرى، وتجنب تالياً إجراء رحلات طويلة عبر زوارق آلية.

 وأشار إلى أن "نوفا إسبيرانسا بعيدة جداً والوصول إليها صعب والتواصل مع سكانها كذلك".

ويُفترض أن تُتيح الإنترنت مقارنة بالراديو الوحيد الموجود في القرية، رعاية أفضل لحالات الطوارئ الصحية التي غالباً ما تكون ناجمة عن لدغات أفاع يتعرّض لها الأشخاص.

 وقال فابيو رودريغيز، وهو ممرض في سيساي التي تشكل الهيئة الصحية للسكان الأصليين: "أحياناً لا يعمل الراديو مع عدم وجود بطارية أو لوح شمسي".

مخاوف السكان

لكن في المقابل، لا يخفي أفراد مجموعة ماتسيه قلقهم من إتاحة الإنترنت في منطقتهم، وبمجرد تركيب الصحن اللاقط، دعا المسنون في المجموعة إلى اجتماع طارئ قرروا خلاله قطع الإنترنت مساء عن السكان باستثناء المعلمين والموظفين الصحيين والمسؤولين.

وبرأي بيني مايورونا "الإنترنت يجعل الشباب غير مهتمين بالنشاطات التقليدية، ويحجمون عن مساعدة أمهاتهم في قطف المحاصيل، إذ لا يذهبون إلى الحقول بسبب انشغالهم بالهواتف المحمولة التي يستخدمونها لمشاهدة مقاطع الفيديو، وهذا أمر مقلق جداً".

وتراود بعض أفراد ماتسيه أسئلة بينها طريقة تفكير إيلون ماسك وماذا سيفعل بالبيانات التي ستُجمَع. فإذا كان ثمة أمر واحد يفهمه السكان الأصليون عن المجتمع الغربي، هو أن "الأشخاص البيض لا يوفرون أي شيء مجاني مطلقاً"، على قول أحد المسنين في القرية.

&nb