بالفيديو.. مغربي يحول أشرطة الكاسيت القديمة لأعمال فنية

ميدار.نت- الدار البيضاء
موسيقى وثقافة
الطاقة والبيئة
المغرب
21 يناير 2024
Cover

ميدار.نت- الدار البيضاء

ابتكر شاب مغربي طريقة للاستفادة من أشرطة الكاسيت القديمة، من خلال تحويلها إلى أعمال فنية ضمن مشروع ثقافي أسماه "كاسيطا".

فبدلاً من إتلافها أو رميها والإضرار بالبيئة، عمل الفنان يونس ميلودي على تحويل هذه الأشرطة القديمة غير المستخدمة إلى لوحات فنية، من خلال تُصنّيفها بحسب المواضيع والأفكار، وتجهيز الخشب الذي يشكل الإطار الأساسي للوحات، بالإضافة للصاق والألوان المطلوبة.

من يتأمل عدد الأشرطة المستعملة في لوحة واحدة، يفهم مدى قدرة هذا الفنان التشكيلي على إعادة تدوير مادة مُهملة، ومساهمته في الحفاظ على البيئة.

وقال ميلودي: "أشعر داخل هذا الفضاء وكأن أجنحة تنبت لي، أنشغل بمنح معنى آخر لأداة جامدة تنفتح عبرها المسارب لطاقة الحلم والخيال والجمال والتغيير من خلال المساهمة في حماية البيئة والتقليل من التلوث".

 

بداية الفكرة

ظهرت الفكرة عند ميلودي بداية عام 2013 خلال مشاركته في دورة لفن إعادة التدوير، طلب الأساتذة حينها من طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، البحث عن أدوات ومواد لم تعد مستعملة وإعادة إحيائها في لوحات تراعي البيئة. فدفعت هذه الدورة الشاب المغربي للبحث والتنقيب، فاهتدى إلى الأشرطة الصوتية القديمة، ومن هناك كانت الانطلاقة.

وتابع: "بعد تخرجي سنة 2017، نظمت أول معرض لـ"كاسيطا" في مسقط رأسي بمدينة وجدة شرقي المغرب، وعملت في لوحاتي على التنوع الثقافي والتراث الغني للمنطقة موسيقياً وفنياً".

ساهم الفنان في إعادة تشكيل عدة بورتريهات نذكر من بينها الكاتبة وعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي، وثريا الشاوي أول ربانة عربية، مروراً بالفنانة الشعبية خربوشة، وهي شاعرة المقاومة التي بقيت قصتها خالدة في الذاكرة الجماعية، والفنان الأمازيغي محمد رويشة الذي تميز بالعزف على آلة الوتر وغيرهم من الأسماء.

كما اهتم الفنان بالمجموعات الغنائية التي نقلت نبض الشارع المغربي، فأبدع لوحات لناس الغيوان، ولمشاهب، وكناوة.

أما عربياً، فقدم بأعماله أم كلثوم، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والموسيقار محمد عبد الوهاب وفيروز وغيرها من القامات الفنية.

لا ينفي مؤسس مشروع "كاسيطا" وجود عدة تحديات وعراقيل فيما يخص الحفاظ على استقرار وتطويره مشروعه، وخصوصاً ما يتعلق بالجانب المادي، توفر المادة الأولية التي أوشكت على الانقراض، ما دفعه إلى التفكير في التعاقد مع شركات للصناعة البلاستيكية لإنتاج الأشرطة الصوتية، لضمان استمرارية مشروعه.