بالفيديو.. بنك كريدي سويس والذعر في أوروبا (بقلم: حسين القمزي)

مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي
مقالات
فيديو
20 مارس 2023
Cover

مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

 

تراجعت أسهم البنوك الأمريكية والأوروبية قبل أيام وتضرر بنك كريدي سويس بشدة من ذلك لدرجة أن البنك المركزي السويسري تدخل بشبكة أمان. هذا القلق والاضطراب كان سببه عاملان الأول بعد إعلان Credit Suisse يوم الثلاثاء أنه وجد "ضعفًا جوهريًا" في عملية إعداد التقارير المالية لعامي 2021 و2022. والثاني عندما قال أكبر مساهم في كريدي سويس، البنك الوطني السعودي، إنه لن يقدم المزيد من المساعدة المالية للبنك السويسري.

انخفضت أسهم Credit Suisse بما يصل إلى 30 %. وبعد إغلاق السوق، تدخل البنك المركزي السويسري وقال إنه سيوفر دعامة للسيولة مرسلاً إشارة قوية للغاية مفادها إن البنك المركزي السويسري يقف وراء البنك ولن يسمح بفشله او انهياره.

تمثل الدعم بعد في قيام البنك الوطني السويسري بإقراض كريدي سويس ما يصل إلى 54 مليار دولار، ارتفعت أسهم البنك بعد ذلك بما يصل إلى 33٪.

بدأت متاعب بنك كريدي سويس بسبب تورطه في العديد من الفضائح التي أزعجت المستثمرين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك سوء إدارة الأموال، والذي تم الكشف عنه في تقريره المالي لعام 2022. أنهى البنك العام المالي 2022 بخسارة قرابة 8 مليارات دولار، وهي أكبر خسارة له منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. 

ولكن ما هو سبب رفض البنك الوطني السعودي منح بنك كريدي سويس أي رأس مال إضافي في المقام الأول؟

يعود هذا في الواقع إلى تعليق غير مقصود اسيء فهمه أدلى به رئيس البنك الوطني السعودي عمار الخضيري صباح الأربعاء حين سُئل بشكل مباشر عما إذا كان بنك كريدي سويس لديه أي مشاكل سيولة مع البنك الوطني السعودي، وان كانوا قد ساعدوا بتمويل إضافي، فقال: لا، لا على الإطلاق هناك الكثير من الأسباب التي تمنعنا. ثم أوضح أن السبب الرئيسي هو أنه إذا فعلوا ذلك، سينتهي بهم الأمر بامتلاك أكثر من 10% من أسهم Credit Suisse، مما سيخلق الكثير من المتاعب التنظيمية بالنسبة لهم.

وقد اسيء فهم هذا إلى حد كبير على أنه نقطة عدم ثقة في البنك. لكن السبب الحقيقي لعمليات البيع المكثفة التي حدثت كان إلى حد كبير التأثر بظروف عدم الثقة في الخدمات المصرفية العالمية في الولايات المتحدة على وجه الخصوص بعد الانهيارات في البنوك التي شهدناها الأسبوع الماضي. أي ان سياق كل هذا هو انهيار بنك وادي السيليكون ومصرفين صغيرين آخرين الأسبوع الماضي والذي اثار الذعر في عالم المستثمرين في جميع انحاء العالم.

 

 كيف يتناسب ذلك مع ما حدث في بنك كريدي سويس؟

راقب المستثمرون الأسبوع الماضي فشل ثلاثة بنوك متخصصة في الولايات المتحدة لأنها كانت تعرضت لتدافع أصحاب الودائع من العملاء لسحب أموالهم. مشاكل هذه البنوك مختلفة عن كريدي سويس سببتها استراتيجيات الاستثمار الخاطئة في الأصول التي يمتلكونها. هذا أدى إلى أن الكثير من المستثمرين صاروا يتكهنون بأن هذه العدوى يمكن أن تنتشر إلى القطاع المصرفي الأوسع ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا إلى أوروبا.

منذ يوم الجمعة، بدأت أسعار الأسهم في أكبر البنوك في أوروبا والولايات المتحدة تتضرر بشدة. وقد بلغ ذلك ذروته يوم الأربعاء حيث عانى العديد من البنوك الأوروبية من انخفاض وصل إلى 8، 9، 10 في المائة في أسعار الأسهم.

كان بنك كريدي سويس هو الأكثر تراجعا بأكثر من 30 في المائة وهذا طبيعي فقد كان المستثمرون يوجهون انتباههم نوعًا ما إلى البنوك التي شعروا أنها أكثر هشاشة وأكثر انعدامًا للأمان واستهدفوها حقًا لسحب ودائعهم منها وبالتالي تداعى سعر السهم.  يجب ان نضع في اعتبارنا ان كريدي سويس يختلف تماماً عن تلك البنوك الإقليمية في أمريكا فهو مُصنف بواسطة مجلس الاستقرار العالمي (هيئة تراقب النظام المالي العالمي) بأنه بنك عالمي مهم على مستوى النظام المالي الدولي وهو من ضمن 30 بنكاً عالمياً يشملهم هذا التصنيف.