باحثون يكتشفون سبباً خفياً لمرض مناعي محير...والعلاج غير متوفر

ميدار.نت - ستانفورد
صحة
فريق بحثي
09 يوليو 2023
Cover

ميدار.نت - ستانفورد

حملت دراسة جديدة لمجموعة باحثين في أمريكا، أملاً جديداً للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية العصي على العلاج حتى الآن.

وتكمن أهمية هذا الكشف في تحديد الخلايا المناعية المسببة للالتهابات وتأكل الأنسجة في مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، كما أوضح الدكتور شادي يونس، الباحث والمحاضر بقسم الروماتيزم والمناعة بجامعة ستانفورد، والباحث الرئيسي بالدراسة.

ونشرت نتائج الدراسة في مجلة نيتشر كومينيكيشن العلمية  (Nature Communications)، وجرى البحث بالتعاون بين جامعة ستانفورد الأميركية وشركة جونسون جونسون.

وأضاف الدكتور المصري الجنسية، بأن المشكلة الرئيسية تتمثل بعدم فهم أسباب ظهور أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء، والتصلب المتعدد، وغيرها.

وأوضح بأن كلها أنواع من أمراض المناعة الذاتية غير معروفة السبب بشكل دقيق، وتتشارك فيما بينها أنها نتيجة خلل في الجهاز المناعي يدفعه إلى مهاجمة أجزاء مختلفة من أنسجة الجسم.

 

متى العلاج؟

"لا يمكن في الوقت الحالي الجزم بموعد تطوير دواء جديد لهذا المرض"، بحسب ما ذكر الدكتور شادي، لكنه توقع أن يستغرق تطوير آلية علاج جديدة ومعتمدة بضع سنوات على الأقل لو سارت الأمور بالشكل المتوقع لها.

وأضاف بأن مستقبل العلاج بعد هذا الكشف الطبي يسير في اتجاهين:

    الأول إعادة برمجة الخلية لإصلاح الخلل بها وتثبيط نشاطها المفرط، وذلك عن طريق علاج جيني يجعل الخلية تقوم بعمل إعادة تحديد للهدف، وتتعرف على أنسجة المرض دون تدمير الأنسجة السليمة.

    الحل الثاني يكمن في العمل على استهداف هذه الخلايا المضرة واستئصالها، ما يقلل معدل تآكل الأنسجة، ويقلل الالتهابات فيعطي فرصة أكبر لتحسن حركة المفاصل وحالة المريض بشكل عام

 

ماذا اكتشفوا؟

اكتشف الباحثون نوع من الخلايا المناعية المتورطة في استهداف أنسجة المفاصل وحدوث تلف بها، هي خلايا مناعية تسمى تي سيل أو الخلايا التائية (T cells) وهي نوع من كرات الدم البيضاء.

    تنقسم هذه الخلايا لعدة أنواع وفقا لما تحمله من مركبات على سطحها، كما تتمايز في وظائفها، وتحتوي كل خلية من تلك الخلايا القاتلة على مستقبلات على سطحها تمكنها من تحديد هدفها والتعرف عليه والتخلص منه.

    تلعب هذه الخلايا دور هام في الدفاع عن الجسم في حال حدوث عدوى خارجية أو ظهور خلايا غير طبيعية في الجسم مثل الخلايا السرطانية، وبمجرد أن تتعرف على هدفها من خلال هذه المستقبلات الموجودة على سطحها، تفرز إنزيمات سامة تحلل هذا الهدف، وبهذه الطريقة تدمر الفيروسات والخلايا السرطانية.

 وفي حالة مرضى التهاب المفاصل الرماتويدي، اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا تخطئ في تحديد هدفها وتتعرف على نوع من البروتينات الموجودة بشكل طبيعي في جسم الإنسان تسمى "البروتينات السيترولينيه" على أنها عدو خارجي.

 فيحدث لها نشاط مفرط وتبدأ في إفراز الإنزيمات السامة ومهاجمة أنسجة المفصل وتدميرها، متسببة في تآكل الغضاريف والتهابات حادة في المفاصل، وقد تمتد لأجزاء أخري في الجسم.