العملات المشفرة إيجابياتها ومخاطر الاستثمار فيها

Cover

ميدار.نت - دبي

مرت أربعة عشر عاماً على إطلاق أولى العملات المشفرة، أو ما يعرف بالنقود الرقمية، وهي نقود غير ملموسة تعمل بشكل مستقل عن المصارف والحكومات، وتدار بواسطة شبكة مشفرة لتنفيذ المعاملات والتحقق منها وتسجيلها. ويقصد بالتشفير حماية معلومات المتعاملين بهذه النقود أينما كان موقعهم، فضلاً عن تأمينهم ضد التزوير والاحتيال.

 

ما هي البلوكتشين (سلاسل الكتل) التي تعتمد عليها العملات المشفرة؟

تعتبر تقنية سلاسل الكتل أو البلوكتشين آلية متقدمة لإدارة قواعد البيانات، تسمح بمشاركة المعلومات داخل شبكة الأعمال التي تتداول العملات المشفرة، وتخزن هذه القاعدة بيانات التداول ضمن كتل مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً، ومتسلسلة ومنسقة زمنياً، ولا يمكن حذف السلسلة أو تعديلها دون موافقة الشبكة. بذلك يتم توثيق جميع عمليات التداول وحماية المتداولين من الاحتيال، وتكريس آلية لا مركزية في الإشراف على عمل الشبكة، بمعنى أنه لا توجد سلطة واحدة تعمل كحارس البوابة.

ويتشجع مستثمرو العملات المشفرة على دخول الشبكة بسبب معيار الأمان الذي تتمتع به، إذ يجب أن تتحقق عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر من كل عملية بيع أو شراء أو تخزين، وإذا كان هناك أي خلاف بين أجهزة الكمبيوتر، يتم إلغاء المعاملة بالكامل.

 

هل يمكن استخدام العملات المشفرة مثل النقود العادية؟

رغم تعريف العملات المشفرة على أنها شكل من أشكال النقود، إلا أن معظم الشركات والمستهلكين لم يعتمدوها بعد كوسيلة للتبادل. بمعنى آخر، لن تقبل معظم المتاجر العملات المشفرة كوسيلة للدفع، لكن قد تكون عملة بيتكوين استثناءً، حيث قبلتها بعض الشركات كوسيلة للدفع مقابل السلع والخدمات.

لكن في حين لم يتم رواج هذه العملات كنقود بعد، لم يتوقف مستثمرو العملات المشفرة عن تخزينها كأصول بديلة، أملاً في اعتمادها كشكل من أشكال المال يوماً، إذ يرى معظمهم أن قيمة هذه العملات يمكن أن ترتفع.

 

أشهر العملات المشفرة تداولاً

منذ إطلاق بيتكوين، أولى العملات المشفرة، عام 2009، ظهرت عشرات العملات الأخرى، وما زال 36 منها مستمراً إلى اليوم. فيما يلي بعض هذه العملات التي تعد بيتكوين وإيثريوم أكبرها من حيث القيمة السوقية بالمقارنة مع الدولار الأميركي:

_ بيتكوين، وتم تطويرها كأصل نقدي بديل عن الدولار والعملات الورقية الأخرى. ورغم أن بعض البائعين قد يقبلونها كوسيلة دفع، إلا أن معظم المستثمرين يستخدمونها للمضاربة المالية (البيع والشراء بالاستفادة من فروق الأسعار).

_ إيثريوم، وهي عملة لم يتم تصميمها كأصل نقدي بديل فحسب، بل كتقنية مبتكرة لمساعدة الشركات على نقل البيانات وتخزينها وإنشاء برامج وتطبيقات جديدة آمنة، فأصبحت إيثريوم نظامًا رقميًا ضخمًا يمكن من خلاله نقل المعلومات الرقمية وتطبيقات الكمبيوتر وتخزينها وحتى إنشائها.

_ لايتكوين، أكثر العملات الرقمية المهتمة بتقليل زمن المعاملات المالية وتوفير تكاليفها، ما يجعلها أسرع في عمليات الدفع والتحويل.

_ بينانس كوين، والتي أطلقت أول بورصة لتداول العملات المشفرة.

 

ما إيجابيات العملات المشفرة؟

فيما يلي أهم إيجابيات العملات المشفرة، والتي تشجع على الاستثمار فيها:

_ منيعة من التضخم وتراجع القيمة، فالعملات المشفرة وُجدت بسقف محدد وكميات معينة في السوق، وتزداد قيمتها بالطلب عليها بما يتلاءم مع السوق.

_ ذاتية التحكم، بفضل آلية سلاسل الكتل التي تشرف على عمليات التخزين والتداول والسرية.

_ مضمونة الخصوصية، فسلاسل الكتل مبنية على خوارزميات تشفير يصعب فكها، ما يجعل العملات المشفرة أكثر أماناً.

_ سهلة الصرف، حيث يمكن استبدالها بالعملات الاعتيادية بحسب سعر صرفها.

 

ما مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة؟

فيما يلي بعض المخاطر الأكثر شيوعًا للاستثمار في العملات المشفرة:

_ مخاطر تقلب الأسعار خلال بعض الظروف الاقتصادية أو ظروف السوق.

_ مخاطر السيولة، إذ يتم تداول بعض العملات المشفرة بحجم خفيف، وبالتالي يمكن التلاعب بها بسهولة من قبل المشترين ذوي الموارد الرأسمالية الكبيرة أو البائعين الذين لديهم حصة كبيرة في عملة معينة.

_ مخاطر الأمن السيبراني، بمعنى أنه يمكن سرقة العملة المشفرة الخاصة بك إذا تمكن شخص من الوصول إلى المفتاح الخاص لمحفظتك المشفرة.

 

أخبار قد تهمك:

ما أهمية الأسواق المالية وما تأثيرها على الاقتصاد

على ماذا يدل الميزان التجاري للدولة وكيف تتم مواجهة العجز