الطفل الانطوائي هكذا تستثمر طبيعته وقدرته على الإبداع

Cover

ميدار.نت - دبي

يتميز الطفل الانطوائي بهدوء لافت خاصة بين أقرانه المختلفين عنه، لذا قد يبدو حبه للعزلة أو قلة تفاعله أمراً سلبياً، ومزعجاً لأغلب الآباء ذوي الأبناء الانطوائيين، ولا سيما لدى مقارنتهم بالآخرين، فمقاييس المجتمع تطورت على مر السنين، وأصبحت صفة (الانبساطية) هي المثل الأعلى الذي يستحق أصحابه المديح والثناء. إلا أن الانطوائية ليست عيباً أو شيئاً خارج الطبيعة، بل هي طبع يولد مع الطفل ويوجد في جيناته، ويمكن أن يتم استثمار حب الطفل للعزلة في العديد من النشاطات التي تساعد في إخراج طاقاته.

 

علامات تدل على الطفل الانطوائي

يرى الأخصائيون الاجتماعيون أن الأطفال الانطوائيون لا يتشابهون، إلا أنهم على الأقل يتشاركون هذه العلامات:

_ امتلاك عالم داخلي خاص بهم، من أفكار وعواطف ترشدهم في سلوكهم، ويبدو ذلك عليهم في تركيزهم الدائم بعيداً عن العالم المحيط، لذا قد تجدهم ميالين إلى تحليل المواقف وإيجاد حلول للمشاكل المختلفة.

_ تفضيل نشاطات لا تتطلب تواصلاً مع الآخرين، كالرسم والقراءة وألعاب الكومبيوتر، إذ لا يشعرون براحة بوجود عدد كبير من الأشخاص، ويكونون أكثر انطلاقاً في منازلهم أو غرفهم الخاصة.

_ الفضول وحب الاطلاع وطرح الأسئلة.

_ مراقبة كل شيء والتفكير قبل التصرف، وهي صفة تنطبق كذلك على الانطوائيين البالغين.

_ لا يتخذون قرارات تنسجم مع تفكير المحيط السائد، بل انطلاقاً من قيمهم الخاصة، ويبدو ذلك من طريقة لباسهم وتفضيلاتهم الموسيقية مثلاً، واهتماماتهم الأخرى، وكثيراً ما يجعلهم هذا في صدام أو خلاف مع أقرانهم.

_ يحتاجون وقتاً قبل إظهار شخصيتهم الحقيقية، لذا هم أقل تكيفاً مع الأشخاص الجدد، ويصبحون أكثر مرونة وانفتاحاً بمجرد حدوث ألفة بمرور الوقت، وتحدث هذه الألفة غالباً عندما يتطرق الحديث إلى العوالم الداخلية لهم أو للآخرين، فالشخص الانطوائي يميل إلى محاولة فهم الطبيعة البشرية وتفسيرها.

_ غالباً ما يكونون مستمعين جيدين، ويتذكرون طويلاً ما يقوله الآخرون، وفي حال تمت مقاطعتهم أثناء الحديث، قد يحتاجون وقتاً قبل استجماع أفكارهم من جديد.

_ يعانون في أي مكان يكثر فيه الناس، كالمدرسة والحفلات، ليس فقط بسبب عدم القدرة على التواصل مع عدد كبير، بل لأنهم يصبحون عرضة للإحساس بالتمييز السلبي، من خلال مواجهة معايير الاستحسان التي يطلقها المحيط على الأشخاص الجريئين أو المنفتحين. ويكون أداء الطفل الانطوائي أفضل في المنزل أو في مجموعات صغيرة خلال سنواته الأولى، كما يتكيف بشكل أفضل مع المجموعات الأكبر مع تقدمه في السن.

_ يتواصل الطفل الانطوائي بشكل مختلف عن الطفل المنفتح، فالانطوائي يسعى إلى العمق في العلاقات وليس مجرد تعددها، لذا تجد لديه صديقاً أو اثنين.

 

كيف تتعامل مع الطفل الانطوائي؟

إذا كنت أباً أو أماً أو مدرساً لطفل انطوائي، فأفضل ما يمكنك فعله هو هذه الخطوات:

_ قبول المزاج الهادئ للطفل الانطوائي، وعدم الشعور بالانزعاج أو الحرج منه أو مقارنته بالآخرين المختلفين.

_ مساعدته على فهم طبيعته المختلفة وسبب معاناته من التواصل الاجتماعي، وتمكينه من شحن طاقته بنشاط فردي يحبه، حتى يحتفظ بحيويته لجولات التواصل القادمة.

_ عدم إجباره على الانخراط المبالغ فيه في الأنشطة الجماعية بحجة أن ذلك سيجعله أكثر انطلاقاً، بل امنحه الوقت الطويل الكافي للشعور بالراحة التي تجعله يقبل على هذه النشاطات دون توتر.

_ مساعدته على تعزيز نقاط القوة والقدرة على الإبداع لديه، فالوقت الذي يحب أن يقضيه لوحده يمكن أن يفيد رعاية هواياته ومواهبه، واستثمار تركيزه وهدوئه لتحقيق إنجازات تشعره بالرضا الذاتي والثقة بالنفس.

 

أخبار قد تهمك:

كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعره؟

طفلك يحب أباه أكثر منك فما الحل؟
&nbs