ميدار.نت - كامبريدج

قادت الصدفة إلى اكتشاف لوحات جدارية من العصور الوسطى، لم يتم رؤيتها منذ حوالي ثلاثة قرون، وذلك أثناء عمليات ترميم في كلية جامعة كامبريدج البريطانية.

وظهرت هذه اللوحات في مساحة علوية في الكلية، فيما كان من المحتمل أن يكون الجدار الشمالي الغربي لمكتبتها الأصلية.

ويبلغ عرض الأعمال المكتشفة ستة أمتار، وهي تتميز بثلاثة زخارف متوجة، وتعود إلى أوائل القرن السادس عشر، رغم أنها ظهرت في المبنى الأول بالجامعة، الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر

ويحتفل العمل الفني بالراعي الملكي لكلية المسيح، وهو يصور وردة لانكاسترية حمراء، وبورتكوليس، وزهرة الليز، وتم رسمه على طبقة جصية دقيقة مع وجود دليل على وجود غسيل كلسي حول التصميمات.

حالة هشة

وقالت كريستينا فاراداي، مؤرخة الفن في الجامعة، في بيان: "هذا اكتشاف مثير وغير عادي حقًا، ومنذ الاكتشاف، بحثت الكلية في أرشيفاتها وعلمت أن آخر رؤية مسجلة للوحات كانت حوالي عام 1738".

وتابعت الباحثة: "وستقوم المؤسسة بإشراك متخصصين للحفاظ على اللوحات وحمايتها، لكنها لا تخطط لعرضها بسبب حالتها الهشة".

تأسيس الجامعة

وتأسست الجامعة لأول مرة باسم بيت الله عام 1437 قبل أن تنتقل إلى موقعها الحالي عام 1448، حيث أعيد تأسيسها باسم كلية المسيح في عام 1505 على يد والدة هنري السابع، السيدة مارغريت بوفورت.

وأضافت فاراداي: "تكشف الأعمال عن الطرق التي احتفلت بها الكلية وأعلنت عن راعيها الملكي خلال السنوات الأولى من القرن السادس عشر، بعد إعادة تأسيسها".

وقال الدكتور فاراداي: "لقد تركت الليدي مارغريت، وهي امرأة قوية وتقية، ولديها اهتمام كبير بالمنح الدراسية، بصمتها التي لا تمحى في الكلية".

وكان المدخل الرئيسي للجامعة هو شارة عائلة بوفورت، وشرحت فاراداي "تعد اللوحات الجدارية مثالًا مبكرًا على الاستخدام الذكي لعائلتها للعلامة التجارية المرئية حتى خارج البلاط الملكي.

وتابعت الباحثة "لا تزال الزخارف مرتبطة بهوية الكلية حتى يومنا هذا، ولكن كمثال مبكر على "التسويق" في عهد تيودور، تُظهر اللوحات الجدارية التاريخ الطويل لشيء نعتبره ظاهرة حديثة.

وختمت "كانت مطالبة هنري السابع بالعرش ضعيفة جدًا، لكنه أصبح ماهرًا في استخدام الرموز المرئية مثل هذه للترويج لملكيته.

&nb